عن كل النساء اللواتي ذبن في هطول المطر.. كل ما هب شتاء عاصف أتذكرهن. عمان وذاكرتي البعيدة صغيرة، وأوسع ما تحتمل الحديث عن كل الذكريات من الرباط لطنجة وباريس ومدريد وروما، وعواصم اوروبا.
مهما اعرف عن حبيبتي المفقودة والضائعة من اي اخبار عن فرح، زفاف وعرس ؛ فان لي نصيبا من الفرحة. كنت عابر سبيل. ولكن اختزنت في نفسي وجدا لايام رمادية، ومعها يكتسب الحب لونا وطعما مختلفا.
لربما ليس الحب الافتراق مع الحياة، ولحن الشجن، وماذا قد تقول للروح في شجيها والذاكرة في منتزع احتضارها، وبوح ممدود لا تغدره الا أذرع النسيان.
الكل يعرف انها هناك في بيتها وقصرها العالي والرفيع في قلبي، والمختلف حتما عن بقية البيوت الساهرة والعامرة بضجيج السهر والبشر، وخروفات كورونا.
سهر القلوب مفاجئ ولا يصحو بنور الكهرباء، وتقوده حواس الروح، وحاملة ليقين ؛ بان خاتمة اي حب صادق البعاد والجفاء وعدم اللقاء.
هي لا تحتاج دعوة لتسمع صوت قلبي. صوت شارد وحثيث الصدى منزوع من جمال قلبها، وإطلالتها دون بهرجة والاكتفاء برنين وزهو روحها.
في مهجع الحكايات كلام كثير، وما دفعني للثرثرة والبوح هطول المطر؛ فكم ان المطر جميل وبريء وجريء !
الدستور