أخيرًا.. سيسدل الستار اليوم على مرحلة حكم الرئيس الـ45 للولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب الجمهوري، وستبدأ مرحلة الرئيس الـ46 جو بايدن الديمقراطي.
اليوم تطوى مرحلة قاسية وعاصفة - ليس على الساحة الامريكية فحسب - بل وشملت جميع قارات ومناطق ودول العالم، ولن تكون مرحلة الرئيس الجديد بايدن سهلة، بل ستكون شاقة ومضنية تطلب الأمر من الرئيس الجديد فريق عمل مخضرمًا في مقدمته نائب للرئيس دخلت التاريخ من أوسع ابوابه كأول امرأة وأول شخص اسود يتولى منصب نائب الرئيس الأمريكي بالاضافة الى طاقم من السياسيين والاقتصاديين والامنيين وكلهم مدججون بالخبرات والعزم على تصحيح ما افسدته المرحلة السابقة وبدء مرحلة جديدة يحرص فيها الجميع على تحقيق منجزات تؤمن للديمقراطيين تكرار نجاحهم بعد اربع سنوات، والحؤول دون تفكير ترامب بإعادة التجربة وهم لذلك جادون في الذهاب بعيدا بإجراءات عزل الرئيس وشطبه سياسيا.
أمام الرئيس بايدن قرارات مستعجلة اعلن انه سيتخذها فور تسلمه السلطة وهي : العودة لاتفاق باريس حول المناخ - ورفع حظر دخول الاراضي الامريكية المفروض على مواطني دول عدة غالبيتها اسلامية - والمضي قدما بأكبر حملة تلقيح من وباء كورونا - وعلى الصعيد الاقتصادي البدء بإجراءات «خطة الإنعاش الاقتصادي» والبالغة قيمتها نحو ( 1.9 تريليون دولار ).
العالم ينتظر تغييرات الرئيس الجديد، فعلى الصعيد السياسي هناك اكثر من ملف في مقدمتها: أزمة العلاقات مع روسيا، والعلاقات مع الصين، والملف الكوري، وملفات عديدة في الشرق الاوسط بدءا من القضية الفلسطينية ومتغيراتها المتسارعة، والملف الخليجي، والعراقي، واليمني، والليبي، والسوري.. وعلى صعيد الاقليم..الملف النووي الايراني وملف العلاقات مع تركيا.. هذا علاوة على ملفات «خاصة « تشغل بال بايدن دائما وفي مقدمتها: «حقوق الإنسان - والبيئة والمناخ».
اقتصاديًا: ومع بداية 2021 يبدأ الرئيس بايدن ولايته مع بدء تنفيذ «بريكست»، ومواجهة تداعيات كورونا الاقتصادية على العالم، وملف التجارة مع الصين، ومع أوروبا، وملف الطاقة واسعار النفط.
الأهم بالنسبة لنا في الأردن أن العلاقات الأردنية الأمريكية ستكون أفضل بكثير مما كانت عليه في عهد الرئيس ترامب، وسيعود - وقد عاد بالفعل - الدور الأردني الإقليمي كمحور ارتكاز في جميع ملفات المنطقة، وفي مقدمة تلك الملفات القضية الفلسطينية خصوصًا مع رئيس جديد «قديم» بالنسبة للأردن وعلاقاته القريبة منذ كان نائبًا للرئيس باراك اوباما، وهو رئيس أعلن مرارا أنه مع «حل الدولتين».
اقتصاديًا: نتوقع أن يستمر الدعم الأمريكي للأردن خصوصًا على صعيد المنح والمساعدات، ونذكّر انه وفي عهد الرئيس أوباما زادت المساعدات والمنح وحصل الأردن على قروض بـ»كفالة أمريكية» من الجهات الدولية المانحة والمقرضة.
عهد الرئيس الديمقراطي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس يبدأ اليوم، بيوم جديد أكثر تفاؤلاً بالنسبة لنا وللإقليم والعالم قياسًا بعهد ترامب، ونترك الأيام والشهور والسنوات المقبلة لتؤكد ما إذا كنا محقين أو مفرطين أو مخطئين بالتفاؤل؟!
(الدستور)