مبكرا شكلت حياة الريف والبادية ملامحه، وشخصيته حيث الفتوة والنضوج والرأي السديد، فأصبح الرجل القوي، صاحب البصمة المميزة خلال أدواره الجليلة في العمل العام، مع المحافظة على الأساسيات والسمات الجوهرية للهوية الوطنية الأردنية، التي يعتز ونعتز بها.
بكارزما قيادية عز نظيرها، وحضور طاغ في المشهد الدبلوماسي والإعلامي، سطع نجم العايد، منذ نعومة اظفاره قبل ثلاثة عقود، عندما انظم للكبار والعمالقة من أبناء جلدته، في مفاوضات السلام الأردنية الإسرائيلية وهو غض العود، فتمكن بعدها من حجز تذكرة سفر دائمة لقلوب وعقول دهاقنة السياسة، في اردننا الحبيب.
علي العايد السفير والوزير، السهل الممتنع، جاء في حكومة دولة الدكتور بشر الخصاونة الإصلاحية، في ظرف دقيق صعب، لم تمر به المملكة بعد ايلول الأسود، ووقع عليه الاختيار وزيرا للإعلام لضبط إيقاع رسالة الدولة، بعد أن كثرت المنابر وزادت الابواق وتعددت وجهات النظر.
طلاقة اللسان، وفصاحة القول، وقوة الحضور، أبجديات أساسية يستند اليها العايد، في إدارة ملف الإعلام، فأعاد هيبة ومكانة الناطق باسم الحكومة لا بل باسم الدولة الأردنية، فلملم التصريحات الصحفية، التي كان يطلقها الوزراء في كل ركن وزاوية في مناسبة أو بدونها، فاوقعت المواطنين في حالة من الارباك وفقدان الثقة بالحكومات المتعاقبة.
كورونا كشفت مواطن الخلل، وبواطن التقصير، عند الدول والمسؤولين، لكن الاردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، وقف كعادته قويا في وجه التحديات والصعاب، وكل المؤشرات تؤكد أن العايد سيقف هذا العام أمام الجميع، شامخا فرحا معلنا، أن الدولة الأردنية بكل مكوناتها، تمكنت من هزيمة الوباء اللعين.
الوزير العايد كما اسلفنا، جاء في أصعب الأوقات وادقها، بالتزامن مع احتفالاتنا بالمئوية الأولى لنشأة دولتنا الخالدة بعون الله، ونحن متأكدون انه "قدها وقدود" وسينطق بلسان كل أردني شريف محب لهذا الحمى العربي.