الحوار لغة سهلة ميسرة تقوم على عرض الفكرة مشفوعة بمعلومات موثقة صادقة وتحمل في ثناياها الإقناع والاقتناع وتفهم وقبول الرأي الاخر وصولا إلى نقطة التفاهم والاقتناع.
والجدل إلقاء الكلام على عواهنه على أنه حقيقة مطلقة لا تقبل التغيير او التبديل وان كانت خاطئة وغير مجدية.
الحوار مآله الرضى والقناعة والسكوت والجدل مأله النفور والتزمت والاختلاف المطلق والوصول إلى طريق مسدود.
يقول الإمام الشافعي رضي الله عنه ما ناقشني عالم الا واقنعني وما جادلني جاهل الا واسكتني.
اذا سادت لغة الحوار سادت الحقيقة وانجلت روابطها واخذ منها النفع والفائدة وأضافت إلى قاموسنا العلم والمعرفة ووجدنا طريقنا إلى حل المعضلات وفك الطلاسم والمغيبات واذا سادت لغة الجدل غابت الحقيقة وغمض سرها وساد الجهل والطغيان وتعقدت المشكلات.
الحوار الوطني الشامل أصبح ضرورة ملحة لكشف العورات والمعيبات وجلاء المواقف وإزالة الترهلات والخروج من حالة اللامبالاة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ومن ذلك حوار جاذب لاعادة النظر في التشريعات التي تحكم عمل الاحزاب وأسلوب ترخيصها وكبح جماح المزاحمة وصولا إلى قانون يعمق التجربة الحزبية ويظهر الاحزاب ودورها إلى حيز الوجود ويكون لها مشاركة ملموسة في الحياة السياسية وكذا إعادة النظر بقانوب الانتخابات لمجلس النواب وتحديثه بما يعزز المشاركة السياسية بعيدا عن الصوت الواحد الذي يكرس الجهوية والقبلية والنفعية وكذا الوصول إلى قانون يعزز استقلال القضاء وضمان نزاهته وعدم التدخل في شؤونه.
ولا بد من حوار يوصل إلى جادة الطريق في اجتثاث الفساد وتجفيف منابعه وعدم الازدواجية في النظر الى الطريقة التي يتم بها مكافحة الفساد بحيث تكون مستوية وشاملة لا تميز بين الأشخاص واوزانهم ومواقعهم.
ويقع على لغة الحوار الوصول إلى المصارحة والمكاشفة في إيجاد حلول واقعية للمعضلة الاقتصادية عبر سيل من الخطط المثمرة والمقنعة والشعور بأن تقدما حقيقيا حصل في خفض نسب البطالة ومستويات الفقر وان نموا اقتصاديا يطفو على السطح ويؤدي إلى تحسن الواقع المعيشي للمواطنين.
ان مصداقية الحوار والأخذ بنتائجه المأمولة هو الطريق للخلاص من كثير من المشكلات عندما تتوفر الجدية والنية الصافية للاستفادة من نتائج الحوار.