إن من يحدّق في أحداث اليوم ومجرياتها ،يدرك حقا أن شر البلية ليس مضحكا بقدر ما هو محزن مؤلم قد أصاب الكثير من شعب لا يستحق إلا الوقوف بجانبه ،والشدّ من عضده ليحيا حياة كريمة طيبة.
وعن أي حياة نتحدث ،ونحن على أعتاب موت داخلي من القهر على شبابنا المصطفين في طوابير أقل ما نصفها بأنها نهر جار ٍ من حبر طلبات توظيفهم لم ولن يتوقف .قهر من استقواء الذين استوزروا على العوام في إلغاء الحظر والتلويح بإعادته ،وكأن الناس بيادق شطرنج تتحرك كيفما أرادوا.
ألم يعلموا أن الالتزام بقوانينهم كان أشبه بمقصلة على الرقاب ،وأن العفو على المحكوم بلا حكم ليس من طيب مقدرتهم ؟! ألم يعلموا أننا اليوم سنكون أهل الجزاء والحساب على مخالفتهم بتجمع هو الأسوأ تحت قبة البرلمان لمنح الثقة لمن لا ثقة بهم ؟!
وهل ينتظرون منا التصفيق كما صفقوا لبعضهم ،واستعلاؤهم على من أمسك جناحي طيره أملا ببيع يوفر خبزه وقوت أبنائه ما زال ينخر في قلبه حرقة وحسرة . أمَا من معتذر لقلبه ؟!
أما من آسفٍ لوطن يتسول أبناؤه على أرضه المجبولة بدموع الآسفين على حياتهم المغبرّة بغبار الظلم ، وهم ينتزعون -جبرا وعنوة- الدنانير من جيوبهم المهترئة لدفع مخالفة عدم ارتداء الكمامة التي حقا لم نعد نعرف أين توضع ، على العقل أم على الوجه ؟!