الأردن والسعودية .. أنموذجا فريدا لطيب وشائج القربى
د. مهند صالح الطراونة
18-01-2021 11:10 AM
لا يمكن أن توصف العلاقات بين الأردن والسعودية إلا أنها علاقة عميقة ومتينة وإستراتيجية وضاربة جذورها بعمق التاريخ رسختها وشائج القربى بين الشعبين الشقيقين وبنى قواعدها ولاة الأمر يحفظهم الله منذ أكثر من سبعين عاما من عهد الملك عبد العزيز بن سعود رحمه الله والملك عبد الله الأول بن الحسين، وسار على خطاهم إلى يومنا هذا خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان بن عبد العزيز وجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين يحفظهما الله ويرعاهما.
وعن هذه العلاقات يطول الحديث وقد لا يتسع المقام هنا إلى الإشارة إلى كافة نماذجها لكني في هذه العجالة أحصر نموذجا واحدا منها -مرجئا الحديث عن بقية جوانب هذه العلاقات في وقفات أخرى - كنت قد عايشتها لسنوات خلت عشتها على أرض الحرمين الشريفين لمست فيها القرب الثقافي والتاريخي وحدة العادات والتقاليد والطباع بين الشعبين الشقيقين ووشائج القربى التي تربط الشعبين الشقيقين.
وجدت فيها أن السعودي والأردني صنوان في الشيم والطباع فقول إبشر ولعيناك وياهلا ويله حيهم تسمعها عند دخولك لأي منطقة داخل أرضي المملكة العربية السعودية، والرجولة ومحبة الناس وتقديرهم تتصدر طباعهم، والكرم العربي الأصيل يزين مجالس كافة أطياف الشعب السعودي أقولها وهذه شهادة حق وكنت قد خالطت الشعب السعودي من مختلف أصوله ومشاربه ومناطقه ولدي رصيد ضخم من الأصدقاء والأحبة أعرف جيدا معزتهم للاردن وشعبه وحرصهم الكبير على أمنه واستقراراه ولذلك تجد أن أول وجهة للمستثمرين من الاشقاء السعودين هي الأردن.
ولأننا اردنيون تربينا في مدرسة آل هاشم الأطهار وأبناء قبائل عربية أصيلة ضاربة جذورها في عمق التاريخ نقدر الكرام أبناء الكرام أحفاد الكرام من الاشقاء في المملكة العربية السعودية لأن الجذر واحد والطباع واحدة والتاريخ واحد والهم واحد وهذه معطيات أساسية كانت سببا رئيسيا للألفة والمحبة بين الاشقاء إنساقت على كافة نماذج العلاقات بين البلدين الشقيقين.
أحبتي الكرام هل تعلموا أن ارض الحرمين الشريفين تحتضن نصف مليون أردني على ارضها معززين مكرمين نالوا شرف القرب من الحرمين الشريفين، ونالوا فرص عمل كريمة في بلد كريم قام على شرع الله تعالى وعلى سنة نبيه محمد صل الله عليه وسلم وتصدر مؤشرات الدول الأكثر آماننا في العالم أجمع، ونالوا محبة الناس لهم، ونالوا نجاحا كان سببه الرئيسي القرب في الطباع والثقافة بين الأردنيين واشقائهم في المملكة العربية السعودية وعززه كفاءة الأردني وإخلاصة لعمله ومحبته وتقديره لاشقائه لأنه يرى أن محبة السعودية والإخلاص لها والحرص على أمنها واجب ديني كيف لا وهي الديار التي تهفو اليها الافئدة وفيها حرم آمن ووطن للإسلام والمسلمين وعمق الامتين العربية والإسلامية .
وأخيرا إن المتمعن في إطار العلاقة بين الشعبين الشقيقين يجدها أنموذجا فريدا من نوعها غير كل العلاقات العربية العربية وغير أي علاقة عالمية كانت سببا في تعزيز أطر هذه العلاقة بكافة الصعد السياسية والاقتصادية والتعليمية والأمنية والسياحية والاجتماعية وسوف نتاول هذه الأطر وتميزها كل حداه في وقفات لاحقه أقل شيء نقدمه كتحية عز وفخار للملكة العربية السعودية شعبا وقيادة .
tarawneh.mohannad@yahoo.com