facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




العشائرية ورد على القصف المبرمج


عمر كلاب
20-04-2010 04:34 AM

سرعان ما تقع المنظومة العشائرية تحت وابل من القصف المبرمج عند اي مشاجرة او حادث عنف الى الحد الذي بات فيه المصطلح واقصد العشائرية مرادفا للعنف ومصاحبا لكل اشكال العداء للمدنية وللمجتمع المدني ، قافزين عن فكرة جوهرية قصدا او دون قصد ان العشيرة ليست مؤسسة رسمية او حتى ثقافية حتى تتحمل وزر ما يحدث ، بعد ان تغير مفهوم العشائرية التاريخي بحكم النمو الكمي والمعرفي وافرازاته المصاحبة من اتساع دائرة الفروع او الافخاذ التي باتت عشائر منفصلة عن العشيرة الام واذا راجعنا اسماء افخاذ اردنية باتت اقرب الى العشيرة المنفصلة نستدل على هذا التغيير.

شغب الجامعات مثلا استسهل كثير من المحللين ردّه الى العشائرية وافرازاتها ، دون التوغل ولو قليلا في قراءة الاحداث او رصد مفاتيحها بشكل اجتماعي علمي ، فكيف لطالب يعيش دون مشروع وطني ان يمارس ردة فعل واعية طالما ان احلامه تقلصت الى الموبايل وقصة الشعر ومتابعة مباراة رياضية فصارت النادوية مرادفا للوطنية وبات الوطن كرة في الملاعب يتقاذفها الجمهور بالهتاف والتشجيع.

وكيف يمكن قراءة واقع الشباب في ظل تعدد مرجعياته المؤسساتية العابرة للعشائرية كلها من هيئات ومجالس عليا وتكوينات مرحلية ووطنية وكثيرا ما ترك الشباب فريسة اما لتشدد ديني او لهلامية فائضة عن الوعي دون حسابات لنتائج هذا الانفلات الوطني.

غابت المشاريع والمبادرات الكبرى التي تحتضن الشباب فكانت النتيجة ان انحاز الشباب الى فورة رد الفعل وضاقت احلامهم فانحازوا الى كيانات مناطقية واحيانا تكبر وكثيرا ما تصغر الى كيانات ضيقة ولكنها على الاقل يجد فيها الشباب مرجعية تلمهم فغابت الحياة السياسية عن المجتمعات الشبابية والطلابية تحديدا والطبيعة لا تقبل الفراغ.

العشائرية ليست منظمة لديها توصيف ممنهج لاعضائها ولا هي شركة يمكن مراجعة سلوك منتسبيها وفقا لقانون مراقبة الشركات وتقرير سنوي للهيئة العامة للعشيرة وقد نجح رئيس التحرير المسؤول الزميل الاستاذ محمد حسن التل امس في اعادة قراءة العشيرة وفقا لغير المكتوب في منظمتها الداخلية بوصفها اطار قربى مبنيا على التقوى والعونة وليس على العصبية القبلية وساهمت بدور مدني مقدر ومحترم.

القصف العشوائي للعشيرة وبنيتها استسهال وتسطيح للواقع العام الذي يشهد تراجعا في البناءات المجتمعية المدنية فالاحزاب فشلت في تقديم برامج جاذبة وبقيت اسيرة الشخص الواحد او البرنامج الثابت غير المتغير مما افرز بعدا ومللا من طروحاتها بل ان حزبا واحدا لم يتصدى لقراءة ظاهرة العنف الشبابي بشكل منهجي وعلمي واكتفت الاحزاب بإدخال هذا العنف في دائرة النكاية السياسية للحكومة او اصدار بيان وعظي للشباب وللمجتمع.

ازمة الشباب الان ازمة فراغ مؤسساتي وغياب برامج موازية للبرنامج الاكاديمي التلقيني المبني على توسيع الغرفة الصفية لتكون قاعة محاضرات ، فاكتملت حلقة التغييب العقلي وضاعت معسكرات البناء والاعداد المجتمعي ولم نسمع سابقا ان عشيرة كانت مشرفة على هذه المعسكرات حتى نحملها وزر ما حدث.

استسهال الوصول الى نتائج والسكون اليها اكثر خطورة من المشكلة نفسها وهذا ما وصلنا اليه ، استهداف جديد لبناء داخلي ادى دورا ايجابيا ابان كانت القضايا الكبرى والمشاريع الكبرى تطغى على الساحة الوطنية والقومية.

omarkallab@yahoo.com
الدستور





  • 1 عيسى 20-04-2010 | 01:48 PM

    شكرا لك استاذ عمر على هذا التوضيح ال1ي يضع الامور في نصابها

  • 2 Ahmad Alwan 20-04-2010 | 02:22 PM

    أحسنت

  • 3 مروان 20-04-2010 | 06:56 PM

    تحليل بسيط وواقعي

  • 4 علي من الطفيلة 21-04-2010 | 12:05 AM

    مقال حلو وكتابات الاستاذ عمر حلوة ونتابعها باستمرار وفقك الله


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :