الحوار .. دائماً أرقى الحلول
د. خلف ياسين الزيود
17-01-2021 11:27 AM
ان الحوار هو أرقى وسائل التواصل بين البشر، وهو القناة السليمة للاتصال البيني، ولا ينتهج ويعتمد هذا الاسلوب إلا حكيم ومثقف ويقدر دور الجميع بكل الاتجاهات وادوارهم مهما كبرت أو صغرت.
الحوار هو السبيل الوحيد للتواصل والتعارف والتفاهم بين الناس ولأنه مبدأ ناجح أيضاً في التربية والتعليم لتنشئة الأجيال، وينتهي حتماً ودائماً إلى الالتقاء والتوافق، وعليه فأنه يجب على الجميع تعظيم ثقافة الحوار والالتزام به مع تأكيد النية الحسنة وصدقها كسلوك أخلاقي وحضاري، يُحكم بقول الحق وبيان الحجة وضبط النفس بالحلم والصبر، لا بهوى النفس والبحث عن نصرة الذات.
والحوار هو تحقيق التماسك والتعاون بين ابناء المجتمع ويعطي الطمأنينة والراحة بأن الصواب هو الملتقى للوصول الى العدالة، فيحترم فيها كل طرف الطرف الآخر دون التعصب لرأي أو منهج ما.
الحوار الناجح الهادف البريء هو عدم قول الكلام السلبي، لا بل يجب استخدام حسن القول لأن كل الاقوال ستؤدي بالنهاية الى نتيجة اما سلبية أو ايجابية، ولكن الرد الايجابي وتقدير الحالة الواقعية أو الاستثنائية لجميع الاطراف هو قمة ثقافة الحوار الراقي المسؤول.
وهنا يأتي سلوك الحوار بأن تكون الجاهزية بالعقل والتعقل وبالسريرة الوطنية والذهن المفتوح بالإيجابية واختيار الاوقات والظروف المناسبة للحوار، باستخدام وسائل تليق بنا وذلك من خلال المبادرة بإصلاح العلاقة مع الآخر، لتجنب الصدام أو توقف الحوار في ايجاد حلاً للخلاف.
لا يمكن لأي مجتمع في هذه المعمورة أن يحقق التنمية والازدهار دون استقرار، ولتحقيق هذا الاستقرار يجب أن تبرز وتسيطر ثقافة الحوار والتفاهم وروح التأني والصبر، كي نتغلب على التحديات التي تواجه المجتمع بأقل كلفة، وأسرع وقت، وبالمقابل فأنه يجب أيضاً على المؤسسات في الدولة والمجتمع والمؤسسات التعليمية كافة أن تشجع ثقافة الحوار واعتماده اسلوباً وسلوكاً للوصول إلى الحلول.
إن وجود ثقافة الحوار في هذا الزمن أصبحت مهمة في حياتنا اليومية لنصل من خلالها لأهدافنا وحاجياتنا. كما انها تساعد على توفير العديد من مطالب المواطنين بطريقة سلمية وأخوية وطنية، والدليل ان المواطن عندما يراجع موظفاً في أي مؤسسة فهو يدير حواراً لشرح وجهة نظره للحصول على حاجته وبالمقابل قد تكون للموظف وجهة نظر مغايرة لكن هذا لا يؤدي الى التشنج والعصبية، اذاً الحوار البناء هو الذي يوصل ما نريد للجهة المختصة، وهذا هو الذي سيحدث التغيير الايجابي في الفكر الشبابي وتطور المجتمع وتلبي رغباته.
الفرص امامنا والظروف من حولنا هي التي تجعلنا اليوم نرتقي فكرياً واخلاقياً إلى ثقافة الحوار، لنرسي التحاور بعقلانية وواقعية ونتصرف بحكمة وهدوء دون توتر وبعيداً عن سياسة فرض الآراء، وعن كل ما قد يعيق ويعكر صفونا، لنستوعب أهمية الحوار وخلق روح حرة تتحلى بدرجة عالية من الأخلاق، نحمل بها فكرنا وسلوكنا إلى بناء وطن نحميه من كل العاديات ليبقى كما نريد، وطن محبة وسلام، ويصبح الحوار فيه أهم أداة ضبط لكل أفراد المجتمع ومؤسساته بكل الظروف والاحوال والأزمنة.