بعد الانهيار السوفييتي وسيطرة المافيات اليهودية على موسكو من خلال يلتسين, اعتقد كثيرون ان روسيا دخلت في مرحلة طويلة من التحلل والخروج من التاريخ لكن روسيا سرعان ما استعادت قدرا كبيرا من الاستقرار واظهرت ان بامكان السلطة التي خرجت من عباءة الخراب والفساد ان تحتفظ بالحد الادنى من تقاليد وروح الدولة الروسية, ولا سيما فيما يخص السياسة الخارجية والامن القومي ايا كان لونه الايديولوجي, الاحمر او الازرق.
صحيح ان البيروقراط الجديد متورط في لعبة السوق ومفاتيحها, لكنه برهن على قدرة سياسية ملموسة في ادارة السلطة واستعادة الثقة المعنوية الشعبية على الاقل.
واذا كانت الاوضاع الداخلية لم تتحسن كثيرا لصالح الطبقات الشعبية والبروليتاريا كما كان الوضع في العهد الاشتراكي السوفييتي, الا ان القيادة الروسية (بوتين ورئيس الدولة ميدفيديف) حققت نجاحات ملموسة في المجال الحيوي الخارجي السابق مستفيدة من السقوط السريع لكذبة الثورات البرتقالية في اكرانيا وجورجيا والجمهوريات السوفييتية الاسلامية السابقة, والتي لم تكن في الحقيقة سوى ثورات مأجورة في خدمة المخابرات الامريكية واليهودية العالمية..
فمن انتفاضة اوستيا ضد صنيعة الامريكان في جورجيا واتهام موسكو بدعم هذه الانتفاضة الى هزيمة جماعة الامريكان في اكرانيا وعن طريق صناديق الاقتراع والديمقراطية نفسها التي حملت الى السلطة اصدقاء موسكو, واخيرا سقوط جماعة الامريكان في قرغيزيا بعد ثورة شعبية.. وفي الحالات السابقة كلها فالذي اطاح بهذه الجماعة ليس العسكر والدبابات الروسية, بل جمهور الفقراء والطبقات الشعبية.
واذا كانت اسعار الغاز والكهرباء والنفط وغيرها من الموارد التي تأتي من روسيا قد ساهمت في هذه الثورات, فان العامل المهم يكمن في صحوة هذه الشعوب التي تستند الى تقاليد عريقة, ناهيك عن انكشاف جماعة الامريكان وفضائح الفساد المرتبطة بها وعلاقتها الاستخباراتية مع واشنطن كما اظهرت المحاولة الامريكية لتحويل هذه الجمهوريات الى قواعد عسكرية لها.0
mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net
العرب اليوم