facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




هل نخذل "الهاشميين" أهل البيت!


شحاده أبو بقر
17-01-2021 12:53 AM

الحقيقة الشمس التي لا تغطى بغربال, أن ممالك شتى تعاقبت على الأردن والأردنيين منذ عصور, كان آخرها عمليا حكم الإمبراطورية العثمانية ذات الخلافة الإسلامية التي إستمر حكمها 400 عام ولنا في مجلسها مبعوثان.

والحقيقة التاريخية إياها تقول , بأن أحرار العرب ومنهم الأردنيون, ضاقوا ذرعا بسلوكيات وظلم تلك الخلافة التي هرمت وحان طبيعيا وكغيرها من سابقاتها, زمان أفولها, فأختاروا شريف مكة عليه رحمة الله لقيادة الثورة أملا في قيام خلافة عربية إسلامية بديلا عنها, لكن غدر الحلفاء الذين تتأرجح إمبراطورياتهم اليوم على حواف الأفول, وقف حائلا وعائقا وبالقوة العسكرية الفائقة دون ذلك الحلم بدولة عربية إسلامية كبرى بريادة الهاشميين.

والحقيقة نفسها تقول كذلك, بأن بعض العرب عادوا وتماهيا مع مخطط المستعمرين الغربيين وتحت وطأة أنانية عشق "الكرسي", فخذلوا الهاشميين, هنالك اليوم مصائب كبرى مستمرة, ومن يلتفت منا شرقا وشمالا ويقرأ التاريخ المعاصر إن كان صغير السن سيعلم ما جرى, وسيرى ما يجري في أيامنا هذه.

لا علينا ذاك تاريخ يجد من ينصفه, ومن يظلمه أيضا, لكن الثابت المؤكد غير القابل للنقض, هو أن الأردنيين ومن كل المشارب والأطياف, هم من نصروا الهاشميين وإنتصروا لهم ولم يخذلوهم أبدا, ووقفوا بقيادتهم طودا شامخا وجدارا صلبا في وجه المؤامرات والمطامع والمطامح والتحديات وفي أحلك الظروف وأشدها مرارة.

وإلتقت أحلام الرجال بأحلام الرجال على ضفتي النهر الخالد ووحدوا الصف في مملكة أردنية هاشمية إحتضنت القدس الشريف وخليل الرحمن ومهد عيسى عليه السلام كدولة مقاومة موحدة ترنو عيون رجالها إلى سائر فلسطين, لكن العرب وجميعهم تخلوا اليوم عما كان يسمى وحدة عربية وحرب تحرير, رفضوا وتحت وطأة الأنا, حتى الإعتراف بوحدة الضفتين!.

مرة ثانية لا علينا فقد سبق السيف العذل, والله هو وحده لفلسطين وأهلها المرابطين والناطرين والواثقين من نصره سبحانه.

اليوم يقف الأردن على حافة المئوية الأولى لدولته الحديثة, وسط ظروف عالمية وإقليمية وعربية قد يجوز وصفها إن جاز الوصف ب "الجنون العالمي", وإلا فهو غضب خالق الكون جل في علاه.

اليوم نعود لنقف ثانية أمام الحقيقة, مائة عام بالتمام والكمال, بناها الآباء والأجداد بقيادة الهاشميين طوبة طوبة, وإنتزعوا لنا الدولة من بين أنياب الذئاب, وضحوا وإستشهدوا ورحلوا وسالت دماؤهم زكية طاهرة على أسوار القدس وثرى الأردن وفلسطين, وصبروا على الحلوة والمرة وظلوا هم وقادتهم الهاشميون رماحا للعز والمنعة، وسيوفا في مواجهة الظلم والعدوان والمؤامرات وما أكثرها وما "أقذرها", ولم يتلوثوا أبدا أبدا, بل ظلوا جميعا من رحل ومن عاش, أعلاما في الطهر والفضيلة ونصرة الأمة وقضاياها وتفضيل الشقيق على النفس حتى ولو كان بالنفس خصاصة.

واليوم, وقد تبدلت ظروف الدنيا كلها, وعز الصديق وقت الضيق, وما عادت القيم الجليلة التي كانت, ذات قيمة في عالم اليوم الرهين بالمصالح المادية وحسب, فليس أمامنا كي نصون دولتنا ونبني مستقبل أجيالنا كما بنى الأوائل لنا, إلا أن نتحد جميعا ومن كل طيف في صف نظيف شريف طاهر مع الهاشميين أهل البيت.

مصالحنا جميعا شعبا وقيادة ودولة, تقتضي ومن دون مجاملات ولا رياء أو نفاق أو تزلف بحثا عن مغنم, أن لا نخذل الهاشميين شأننا شأن آبائنا وأجدادنا عليهم رحمة من الله. فللهاشميين علينا إسداء النصيحة والتشاور وعليهم الإستماع والتحاور. لهم علينا النصرة والإسناد والتمسك بعترة أهل البيت, ولنا عليهم القربى والمودة والتعاون من أجل حاضر أفضل وغد أفضل بعون الله.

علينا جميعا في هذا البلد "المعجزة" بحفظ الله, أن نرتقي بالفكر والطرح والخطاب والحوار من جهة, وأن نترفع عن الصغائر ومكاره القول والفعل من جهة ثانية, وأن نتيقن من حقيقة أننا عائلة, نعم عائلة, أمرنا بيننا شورى بإرادة خالقنا جل في علاه, نجتاز مئويتنا الأولى من عمر دولتنا الحديثة, بعزم جديد عنوانه الصفح والعفة والعفو والتسامح, ومكارم أخلاق الكبار الذين ما هانوا يوما دون الشدائد, ولا إنزلقوا نحو إنتقام أو تخلوا عن التراحم والعمل يدا بيد, حتى يظل الأردن صنو فلسطين وكعهده دوما, شامة جميلة, وهامة جليلة, ودرعا لكل مواطن ومستجير أيا كان عربيا أو مسلما أو إنسانا من بلاد ما.

هذا هو الأردن الذي لن يهون بإذن الله, شعب مؤمن موحد عاشق للوطن ولفلسطين والقدس الشريف وكل بلاد العرب, وقيادة هاشمية موحدة لها كل الإحترام والوفاء وعليها مثل هذا, تماما كما نحن ونبقى بعون الله.

أختم بالقول .. ليس بين الأردنيين ومن سائر الفئات غادر خوان, وإن وجد ضعاف نفوس أمام المال مثلا , فعودتهم في لحظة ضمير مغلف بالوجدان , جد هينة , وليس بين الأردنيين ومن سائر الفئات أيضا , من قد يكره وطنه أو يحقد على ذرة تراب فيه, وإن عتب أو حتى غضب أحد داخل سور الدار أو خلف سورها, فيقينا هذا من حب الوطن وإعتقادا بأن هذه هي الوسيلة للتعبير عن هذا الحب. الهاشميون أسباط محمد صلوات الله عليه وسلم, هم خيرة قادة الأوطان متى وجدوا البطانة الوطنية القومية الإنسانية التي تجيد التخلي عن مصالحها الخاصة مقابل مصالح الوطن وأهله كافة, والأردن أثرى الأوطان برجاله الأحرا وبلا منازع قط. الله جل جلاله من وراء قصدي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :