الثوابت والمتغيّرات في السياسة الأمريكية
د. عزت جرادات
17-01-2021 12:37 AM
*لعل أبسَط مفهوم للسياسة الخارجية الأمريكية يتمثل في تعبير تلك السياسة عن توجهات الدولة تجاه مختلف دول العالم، بمواقف وآراء سياسية حول الأحداث العالمية / الدولية والاقليمية، مع إدارك حجم المتغيرات السياسية والاجتماعية- الداخلية والخارجية، وكذلك، كيفية الحفاظ على تفوّق تلك السياسة وهيمنتها دولياً، وبخاصة بعد تخلّيها عن عزلتها التي امتدت حتى قيام الحرب العالمية الأولى.
*وتتميّز السياسة الأمريكية بتمسكها بالبوْصلة التي يحددها القسم الذي يؤدي أي مسؤول أمريكي على مستوى سياسي أو قيادي:
« أقسم جازماً بأنني سأقوم بأخلاص بمهام منصبي، وبأنني سأبذل ما في وسعي لصوْن وحماية، والدفاع عن دستور الولايات المتحدة» فالسياسة الأمريكية تركّز على المصالح الوطنية العليا ومتطلبات الأمن القومي الأمريكي، والتي تقتضي بالضرورة استبعاد الغايات والعلاقات والأنتماءات الشخصية، ولا يكون لها أي تأثير على الموقف تجاه أي قضية، داخلية وخارجية، ويُستدل من دراسة التاريخ الأمريكي السياسي أن هذا التوجه أو ذلك القسم لم يُحنث به، الآماندر.
*على ضوء هذه المقدمة، فأن ما يهمنا هو محاولة معرفة التوجهات والثوابت والمتغيرات في السياسة الأمريكية المنتظرة بعد (20/1) – استلام الرئيس المنتخب بايدن مهماته:
-فمن البدهي أن يتوقع المرء أن الأولوية، داخلياً ستكون في مواجهة جائحة كوفيد-19، وتداعياتها الاقتصادية الخانقة .
- وهذا، يقتضي بالضرورة الجهد الجادّ والعاجل لاقرار التعيينات في إدارته الجديدة، لتمكينه من التصدي للتحديات الداخلية والخارجية بعد (20/1).
* ومن أبرز الثوابت في السياسة الخارجية الأمريكية أن تستمر الهيمنة الأمريكيةـ دولياً وإقليمياً، وهذا ما يفرض على الإدارة الأمريكية بعد (20/1) التصدي لمجموعة من القضايا الدولية الشائكة، متمثلة بالعلاقات أو بالقضايا المرتبطة بالصين- وروسيا ، وحلف الناتو والاتحاد الأوروبي، والأزمات المستجدة والتنافس على القيادة العالمية.
* أما أبرز المتغيرات المتوقعة في السياسة الخارجية الأمريكية، فقد تتقدم قضايا الديموقراطية وحقوق الأنسان، ومدى احترام الأنظمة المتحالفة معها لذلك، ويكون لها الوزن الأكبر أو المرجح لتقديم المساعدات الأمريكية، وكذلك اللجوء إلى ما يسمى (الشرعية الدولية) في التعامل مع مختلف القضايا والأحداث، العالمية أو الاقليمية.
* والتساؤل الذي يهمنا: هل التوجه نحو (احترام الشرعية الدولية) المنتظر من السياسة الأمريكية الخارجية، سيشمل قضية الشرق الأوسط، أو على أدنى تقدير، إعادة الحياة (لحل الدولتيْن) ضمن الشرعية الدولية؟ هذا مع الأدراك أن أمْن اسرائيل وحمايتها هما جوهر السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط.
الدستور