الوحدة العربية تنطلق من عمان والرياض وابو ظبي
د. عدنان سعد الزعبي
16-01-2021 11:12 PM
كطبيعة الاردن وثوابته وراوسي فكره وخاصة في اطار اللحمة العربية وتماسكها والعمل العربي المشترك؛ تنشط الدبلماسية الاردنية هذه الايام لتفعيل امل الامة في عودة التلاحم والتقارب العربي الى طبيعته وتفعيل تماسك الصف العربي لتمكينه من مواجهة مجمل التحديات التي تهدد الكيان العربي باكمله اقليميا ودوليا.
ما شاهدناه امس من تفاعل كبير وحميمية عظمى بين عمان والرياض وابوظبي وقبلها بغداد والقاهرة والمنامة والبحرين، لا بد وان تسفر عن دسم كبير مرده خير الامة. فالدولة الحية الواثقة من مسيرتها، والمؤمنة بدورها وبقدرة شعبها وامكاناته، لا بد وان تكون رسالتها وراياتها مرفوعة على الدوام وباحساس عميق لاي فرصة متاحة لعودة الوفاق العربي، ناظرة للامام وبكل تفاؤلاته، متخلصة من كل الحمولات المعيقة التي خلفتها ظلمات الحقبة السابقة.
بيان العلا في قمة الخليج فتح المجال للاحياء من ابناء الامة وقادتها لان تنشط من جديد وتسعى لوضع الاجندة العربية التي ستعيد للامة قيمتها خاصة واننا على موعد مع ادارة امريكية جديدة وسياسة امريكية عميقة اختارها الشعب الامريكي بعد ان رفض سياسة التعنصر والتصعيد والتوتر الدولي والاساءة الداخلية والخارجية، والهمجية في القرارات غير المدروسة وغير الاستراتيجية والتي لا تصب بمصلحة وسياسة امريكيا كدولة عظمى.
مؤشرات قمة العلا ورؤيا الدبلماسية الاردنية قراءات لا بد وان تلتقيا وتترجم الى نشاط دبلماسي يبلور خطوات مستقبلية يقف فيه العرب ويتوحدوا في خطابهم الاقليمي والدولي وفق اولويات يجري التحضير لها والعمل من اجل تحقيقها بآليات لا يصلح لتحقيقها الا من خلال الاردن الذي يمتاز بمكانة دولية مقدرة , وصورة عالمية ملؤها المصداقية والاحترام والقدرة على مخاطبة العقلية الغربية بثقافتها وفكرها ومعطياتها
النشطاء العرب واصحاب الرؤيا البعيدة ادركوا بان التوجه القادم من الادارة الامريكية تحتاج لموقف عربي موحد وفكر موحد لتصويب ما تم من اخطأء والحد من الاخطار المحدقة في المنطقة واشعالها من جديد . متمسكين بمنطق الشرعية الدولية والمبادىء الامريكية كدولة عظمى راعية للسلام والامن العالمي .
بعد حقبة زمنية سوداء تنمر الكثير اقليميا ودوليا على الدول العربية وحاولوا تجاوزها وفرض الحلول العنصرية الفاشية على حسابها .
ناهيكم عن ما تمثله بعض دول الاقليم نفسها من خطر كبير على الدول العربية وطمعها في الابتلاع الارض وحرمان الشعوب وتجاوز الشرعية الدولية وتسلحها بادارة امريكية طائشه لا ترى الا بعين واحدة ولا تدرك مفهوم الاتفاق والتوافق ولا اي عملية سلمية دائمة وشاملة وعادلة . جنبا الى جنب خطر دول اخرى تؤمن بالتوسع و باسلوب اساسه اضعاف الدول وتمزيقها من الداخل بفتنة ابنائها والالتفاف على شرعيتها ضمن منطق التوسع وتصدير الفكر والطمع ، بعد نشر الدمار والخراب والسيطرة عليها وتحقيق احلام عقائدية عفى عليها الزمن .
عاش العرب في العقد الماضي اسواء فترات التاريخ , من التمزق والضعف والهوان , وتدخل الاخرين, وكأن الامة غثاء سيل لا حول لهم ولاقوة , هددت كياناته,وصودرت امواله , وقتلت شعوبه ودمرت ممتلكاته , واضعفت قياداته , واصبحت الامة متلقية لاي قرار غير قادرة حتى رفع الضيم عنها ، فهدد الجميع وجاعت الشعوب ، وبدأت ملامح الامل تتجمد في عقل العربي لدرجة اعتبر الامل مستحيل.
المرحلة المقبلة مرحلة امن وتعاون وتفاعل عربي مشترك، فمن مصلحة الجميع التقارب والانصياع لصوت الحق ، لان التجربة السابقة بينت انه وبدون التكاتف والوحدة فان الطامعين كثر ، ولا امن او سلام لاحد منفردا او منعزلا . خاصة وان سياسة فرق تسد هيالسياسة الاكثر تطبيقا في دولنا وبين شعوبنا . فهل سنشهد ولادة جديدة لفكرة العرب الموحد من المحيط للخليج ؟ وهل تعود البرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية تعمل بماكينة المحبة وانقاذ ما تبقى واعادة الامن والسلام للشعوب المشردة والمهددة وتمكين الدول من اعادة النهضة من جديد وزرع الامل بالمستقبل . شكرا للاردن الذي يدرك ويفهم تلك الاشارات باعتبارها حقائق ملموسة عل الارض , ولا بد له من الاستمرا في توسيع دائرة التقارب العربي وعقدة قكمة طارئة للوحده واللحمة والاستراتيجية القادمة , فالعالم باكمله ينظر الى ذلك فهل نحن فاعلون.