ليوم الجمعة طعم آخر من دون الحظر ،كما هي الحياة أيضا ،لنمارس طقوس حياتنا دون أن نسرق بعض التصرفات او التحركات في ظل حظر تم فرضه على الاردنيين منذ ما يزيد عن عشرة اشهر.
احتفلنا بهذه الجمعة الأولى،دون حظر، والتي تم فيها الغاء الحظر المفروض بسبب جائحة الكورونا، وكأننا ولدنا من جديد،لنعيش يومنا هذا دون قيود،ودون تزاحم على المخابز ،والمحلات التجارية في اليوم الذي يسبق ،والذي يلي هذا اليوم.
ولعل يوم الجمعه هذا يختلف عن بقية أيام الجمع الماضية منذ شهر آذار الماضي والذي بدأ الحظر فعليا في منتصفه بعد بدء تسجيل حالات بفايروس كورونا المستجد والذي غزا العالم ،وبدأ بالانتشار كما تنتشر النار بالهشيم.
كان يوما أشبه بيوم العيد،الناس تتوجه للمساجد ،والأسواق دون قيود،وهم فرحون فلا نداء للصلاة في البيوت،ولا قيود على حركتنا في العطلة الأسبوعية ،وهو المتنفس الوحيد للأسرة الأردنية،ولزياراتهم الأسرية ،ولم يعودوا مضطرين لتأجيل زيارات الأهل ليوم السبت ،أو امتدادها من مساء الخميس ،وحتى صباح السبت ،وخاصة من يتوجهون من محافظة لأخرى.
كان يوماً جميلاً بكل تفاصيله ،بدءا من منقوشة الزيت و الزعتر على الافطار ،فصلاة الجمعة ،ثم زيارة خاطفة لأحد الأقارب ،فشرب فنجان من القهوة بين أحضان الطبيعة،والإستمتاع بأجواء الشتاء ،مع بدء الربيع بالزحف في بعض المناطق ،واكتساء بعضها بحلتها الخضراء.
يوم الجمعة هذا،والذي جاء بعد الغاء الحظر الشامل،وكأننا نعيشه لأول مره نريد أن نفعل كل شيء ،ونزور كل من نعرف من الأصدقاء ،والأقارب،كما يوجد لدينا رغبة شديدة بأن نزور جميع مدن أردننا الغالي ،لنعوض ما فاتنا في الأيام الماضية ،مثل طفل صغير وجد أمه بعد طول غياب.
دوم الجمعة من دون حظر،يوم مليء بالمشاريع لدى الكثير منا ،ربما لإقتراب الآمال لدينا بانتهاء جائحة الكورونا ،والتخلص من هذا الفايروس الذي قلب حياتنا رأسا على عقب ،وغير مسار حياتنا،وأفقدنا الكثير من الأعزاء الذين خسرناهم بسبب هذا الفايروس.