الزمن هو وحدة القياس الثابتة والتى لا يمكن الاستغناء عنها او استبدالها، لكن الاختلاف الذي سجلته البشرية بين الشعوب والدول وفترات العمر التى يعشيها الفرد، البعض عاشوا مئات السنين بل آلاف وتعاقبت عليهم الدول، لكن الحضارة الإنسانية شهدت كثيرا من الصراعات والتهام الشعوب والدول لبعضها البعض، لدرجة الانصهار بل التلاشي أحيانا.
إن الامتداد العظيم لأبناء هذا الوطن المرتبط بعروبتهم وايمانهم بما يحملون من رسالات انسانية جعلها تعيش يافعة تنبض بقلوب شبابها، فقد بارك الله هذه البلاد(مهد الرسالات السماوية ) وما حولها أرض الحشد والرباط، فالبركة هنا لمن يعيش فيها ولها ومن يحكم بما انزل اللهً بالعدل بين الناس ويدافع عن مقدساتها.
الشباب للدولة ..
منذ ان قامت الدولة الاردنية بعزيمة آل هاشم، رسمت في رايتها الخفاقة العزة والكرامة لتكون إمتداد للخلافة الاسلامية والحضارة العربية، لتغزل من راية الامويين البيضاء وراية آل البيت الخضراء وراية العباسين السوداء وبلون الدم الاحمر ثورة عربية ونهضة للابد في مثلث تتلاقي فيه الرايات بقاعدة مفتوحة ونجمة سباعية نسبة للسبع المثاني في القران، ودلالة جبال عمان السبعة، كل هذه العظمة في البدء اعطتنا القوة والايمان برسالتنا العربية والاسلامية، هكذا اردننا 100 عام قيادة وشعبا يعشون برؤية ثاقبة وامل لا يعرف حدود ليقف عندها، هذا ببساطة بصفات الشباب، هذه هي روحنا في وطننا الذي لايزال شاباً قويا يدافع عن حلمه ليحقق طموحه ومؤمن بما اقسمت عليه كل الاجيال ورتلناه في صفوفنا وطوابير الصباح، ليعيد نشيد الوطن الذي غنته الأمهات للاطفال كل صباح ومساء، وليعود ناقوس الكنائس يصدح
والمآذن تنادي، فتعانق بروح الوطن عنان السماء.
منذ مائة عام كانوا طموحين واثقين من أنفسهم لأنهم أرادوا ذلك، أرادوا للوطن أن يبقى شابا، هؤلاء أبناء الاردن الاوائل هم من صنعوا الماض والحاضر واستشرفوا المستقبل، هولاء الرجال التحفوا السماء وافترشوا الرمال لكنهم اورثونا وطنا بحجم الجبال.
عاهدناه وطن
أقسموا وأقسمنا على العهد والنضال، مسيرة مائة عام من الإصرار والعزيمة عشناها، معارك عسكرية انتصار وهزيمة ونزوح ونكبات، مؤامرت ومؤتمرات، مظاهرات واحزاب، عرفية وديمقراطية، انتاج ومديونية، كوادر بشرية وبطالة، ليس هذا الاردن فقط.
الاردن جيش وكرامة، شباب وإنتاج، مصانع وشوارع، جامعات ومدارس، طاقات تفجرت في انحاء المعمورة، مئوية الدولة قامت براس مال بشري يرفض ان يهادن او يشيخ ويستسلم، شباب الدولة قائم، و كل مائة عام يتجدد الادرن بعظمة رسالته وقيادته الهاشمية وعزيمة الأردني الضاربة في عمق التاريخ، بك ومعك انت ماضون فلتشهد يا شجر الزيتون.
حمى الله الاردن ومليكه وولي عهده وعاش الشباب.
(الدستور)