أيام المدرسة وحتى الجامعة كنا نشارك الاحتفال بيوم الشجرة الموافق الخامس عشر من شهر كانون ثاني من كل عام، وزراعة مجموعة من الاشتال الحرجية والمثمرة في المواقع المخصصة لذلك، وكم كانت الفرحة عند مشاهدة الأشجار تنمو وتكبر وتطاول المدى في الوطن الغالي.
ذكريات عزيزة وغالية نسترجعها مع قدوم مناسبة يوم الشجرة إلى الاحتفال والتطوع لزراعة شجرة على الأقل في رحاب المساحات المخصصة للزراعة، وكم كانت زراعة مساحة من الأشجار مقابل مستشفى الجامعة الأردنية المطلة على منطقة تلاع العلي خلال فترة الدراسة في الجامعة الأردنية منتصف الثمانينيات، تعني لنا حينئذ وللآن مناسبة للانتماء والالتصاق بالأرض والوطن.
مشروع شجرة للتخرج من الجامعة مبادرة انطلقت من زمن من النشاط والحرص الممتد من الوقوف إلى جانب الدولة في الحفاظ على الشجرة ودعم مشروع التشجير الوطني والذي تؤمن من خلاله وزارة الزراعة اشتال الأشجار الحرجية من المشاتل الموزعة في مختلف مناطق المملكة وأعتقد أن هنالك العديد من المبادرات الرائعة لزراعة الأشجار على امتداد ورحاب الأردن.
هذا العام ومندوبا عن جلالة الملك المفدى رعى رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة الاحتفال الرئيسي بيوم الشجرة الذي أقامته وزارة الزراعة في غابة ومشتل ياجوز الحرجي، وأكد رئيس الوزراء الأهمية التي توليها الحكومة لقطاع الزراعة والعمل على دعمه وإسناده كقطاع استراتيجي وحيوي للاقتصاد الوطني.
تساهم الحكومة في توفير نحو 2 مليون شجرة حرجية و650 ألف شجرة مثمرة ومن انتاج المشاتل التابعة لوزارة الزراعة، ويشار وفقا لوزير الزراعة إلى وجود مليون و100 دونم غابات في الأردن.
في هذا السياق وزعت وزارة الزراعة نحو مليوني شجرة حرجية حتى الآن من خلال 16 مشتلا في مختلف انحاء المملكة وسوف يتم خلال الفترة القليلة القادمة توزيع مليون شجرة حرجية ومثمرة.
تعكس هذا الأرقام الأهمية المرجوة للتوسع في مشروع التشجير وحمايته من الاعتداءات المتكررة على الثروة الحرجية للحصول الحطب والمتاجرة به بثمن بخس وللأسف الشديد وعرقلة مسيرة التحريج الوطنية.
ننتظر بترقب إتمام الخارطة الزراعية لتحديد الأماكن الصالحة للزراعة وكميات المياه وإطلاق تصور واضح تباعا لتغطية مساحة الأردن بما يناسبه من الأصناف والأشجار على امتداد الرقعة الزراعية وتلك القابلة للاستصلاح.
يمر يوم الشجرة كل عام بظرف مختلف عن السابق ولعلنا هذا العام أحوج للتوجه إلى زراعة الأمل في النفوس والرجاء في البيوت والتنادي لغرس المحبة والمودة في المجتمع والتعاون معا مثل شجرة تبدأ بذرة صغيرة ومع الرعاية والاهتمام والمتابعة تغدو شجرة وافرة وادعة نستظل بظلها وترتاح للحظات من التفكر والتدبر في ملكوت الله.
يوم الشجرة مناسبة وطنية لزراعة المزيد والمزيد من الأشجار والتذكر بمعنى المشاركة في الاحتفال بيوم عزيز على الدوام وعلى الجميع دون استثناء.
(الرأي)