(وقعة) مع الملكية الأردنية
أ.د موسى علي العبادي
15-01-2021 11:18 AM
ترددت كثيرا في الكتابة بكل صراحة وبدون مراءاة عن رحلتي الصعبة هذه، ولكني أكتب متمنيا أن لا يساء فهمي راجيا أن لا يعتقد القارئ أن هذه مسألة شخصية وأنها مضيعة لوقت أعزائنا القراء مؤملا أن يمتد هذا الرجاء لأخواتي وإخواني موظفي الملكية الأردنية الاعزاء على قلبي.
لقد كنت وما زلت - دائما وأبدا- المدافع الأول والمحامي الشرس لكل من انتقد ناقلنا الوطني، ولم أكن أسمح لأي كان أن ينتقد ناقلنا الوطني باسميه القديم والجديد.
على مدار ما يزيد على العشرين عاما الماضية وأنا عضو في برنامج المسافر الدائم وشعوري دائما وأبدا مدجج بالفخر والاعتزاز.
ولكن سفرتي الأخيرة مع الملكية كانت بمثابة رحلة عذاب للاسف الشديد. والمعاناة كانت على جميع المراحل ومن خلال جميع المستويات. انتابتني نوبات الإحباط في هذه الرحلة لجميع تفاصيلها.
بداية بإلغاء الرحلة المقررة، ومن ثم ترحيلها وتأخيرها لساعات طويلة تجاوزت الثلاث ساعات، ومن ثم وبعد الاستقرار على موعد معين نصل المطار واذا بموعد الإقلاع يتأخر ساعتين كاملتين دونما تفسير، أو يُفسر بتفسير واهٍ باتهام مطار شيكاغو (من عندهم التغيير !!). ومن الطبيعي بمكان أن هذا التأخير يؤثر تاثيرا سلبيا في الرحلات الداخلية كون مطار شيكاغو هو مطار ترانزيت لمعظم المسافرين من عمان.
وبما أنني مدرج ببرنامج المسافر الدائم كنت في (درجة رجال الأعمال)، ليتبين بعد إقلاع الطائرة بوجود مريض في هذه الدرجة- شفاه الله- يعاني من ألم لسبب ما وكان يئن بصوت عال طوال الرحلة، والله والطاقم المضيف على ما أقول شهيد. وتم التحاور آنذاك مع مسؤولة المضيفين وكتابة شكوى واعتراض على ذلك وكيف تمت الموافقة على السماح لهذا المسافر بالسفر لمدة تزيد على العشر ساعات.
وما زاد من الطين بلة أنه لم يكن هناك ثمة أي تنسيق مع شركات الطيران المحلية الأميركية الأخرى لترتيبات تتعلق بموضوع نقل الحقائب من داخل المطار. فبسبب التأخير وصلت الطائرة بعد الثامنه مساء وكانت الشركة المحلية في الولايات المتحدة قد أغلقت خدمة نقل الحقائب، وزيادة على كل هذه الفوضى والاضطراب، كانت هناك صبية عربية موجودة في المطار لمساعدتنا وإعطائنا تعليمات التنقل في المدينة والفندق الذي سننام به. وللأسف وزيادة في الإحباط لم يكن هناك علامة واضحة لمكتب هذه الفتاة فقد كانت الورقة الموجودة أمامها وأمامنا مكتوبة بخط اليد بقلم (BIC) لا تستطيع أن تراه أبدا إلا إذا كنت على مسافة عشرة سنتمترات وعيناك على ما يرام.
وعندما سألناه من سينقلنا من المطار إلى الفندق، اجابت أنتم وعلى حسابكم!
وليس بعد فرحلة العذاب ما زالت مستمرة، يا ابنة الأجاويد، أعطنا عنوان الفندق واسمه، وكان جوابها هذا اسم الفندق وهذا رقمه الهاتفي، ولا أدري عنوانه!
وتركتنا وظللنا مع سائق التاكسي؛ لتأخرنا ساعات أخرى مع حقائبنا الأربعة الكبيرة واثنتين صغيرتين. وأذكر أن السائق قال لنا: هناك على الأقل خمسة فنادق بالاسم نفسه حول مطار شيكاغو، لذلك أصر علينا أن يعرف العنوان.
أضف إلى أن هذا الفندق من ذي الدرجة الثانية أو الثالثة!
رحلة العودة لم تكن أحسن بكثير فقد ألغيت رحلة العودة واضطررت بعد مكالمات عديدة مع خدمة العملاء لتغيير الناقل لتناسب موعد عودتي وتمت الموافقه بعد جهد جهيد.
اقدم اعتذاري في هذه العجالة وفحواها، ولكن الدافع الأول والأخير هو أن تصل هذه الرسالة للقيادة العليا في الملكية الأردنية حتى يتمكن من تصحيح المسيرة وإعادة النظر بخدمة العملاء راجيا من أن تؤخذ هذه الرسالة مأخذ الجدية اللازمة.
كلنا على دراية تامة بتاثير الوباء على جميع القطاعات، وندعو الله أن يكون العام الجديد عام صحة وخير.
نخشى أن تخسر الملكية الكثير من مسافريها إذا لم يتم تحسين الخدمات وكلنا على علم بالتنافس الشرس بين جاراتها.
أنا سأنتظر لأرى التغيير قبل قطع الصلة التامة مع شركتنا وناقلنا الوطني الذي نعتز به ونتوخى في قيادته الخير.
(الرأي)