منذ بداية جائحة كورونا أصبحت منابر وسائل الإعلام المختلفة تغص بالعديد من الخبراء الذين يمطروننا يومياً بمختلف الآراء والتحليلات ذات العلاقة بمكافحة الوباء واحتواء أثاره سواء في المجال الصحي أو التعليمي أو الإقتصادي، بحيث أصبحنا نشهد سيل إعلامي جارف من المعلومات بعضها علمي توعوي تنويري وهذا مقبول والبعض الآخر مصلحي إما بهدف التلميع الإعلامي للشخص أو بهدف محاباة مسؤول معين أو سلطة معينة.
ويمكن تصنيف هؤلاء الخبراء أو من يدعون الخبرة إلى ثلاثة أنواع:
النوع الأول هم خبراء حقيقيون درسوا ومارسوا الخبرة واطلعوا على تجارب العالم لسنوات طويلة وعندما يقدموا تحليلاً أو توصية فعلى الأغلب أنها ستكون راشدة وتصب في الصالح العام.
النوع الثاني هم نوع من الهواة يستمعون لتصريحات النوع الأول ويعملون على ترديدها بأسلوبهم وكأنها صادرة من بنات أفكارهم. هذا النوع ليس خطراً إلّا عندما يبدأ بإضافة اجتهاداته وتحليلاته الشخصية على ما سمعه من النوع الأول.
النوع الثالث هم خبراء السلطة وهم الأكثر خطورة على المجتمع والمصلحة العامة. فهولاء في الغالب تكون أراءهم في معظم الأحيان متحفظة غامضة يخرجونها للعلن بشكل واضح عندما يرون أنها تتفق مع التوجه العام للمسؤول أو للسلطة. وعندما يجدون عدم انسجامها مع ذلك التوجه فلا مانع لديهم من إعادة صياغتها وتقليمها حتى تتفق 100% مع توجهات السلطة. للأسف هذه الفئة هي الفئة المحظية والمرضي عنها.
حمى الله الأردن وطنا وقيادة وشعبا
وبارك الله المخلصين الصادقين.