نمضي في ابنائنا فلذات أكبادنا منذ الأسابيع الأولى من ولادتهم إلى مراكز الرعاية الصحية للأطفال لغايات إستكمال برنامج التطعيم الوطني، وأجزم أن الكثير منا لا يكترث بالتفاصيل الطبية عن ماهية المطعوم الذي يعطى للطفل بقدر حرصنا على أن لا نتجاوز المدة الزمنية المحددة ضمن "الكرت" الذي نحصل عليه من اول زيارة للمركز الطبي.
وبلا شك أن مع إنطلاقة اي مطعوم او لقاح جديد يرافقه موجات من التشكيك و "التبهير" التي قد تفوت الفرصة على المترددين من هم بأمس الحاجة للمطعوم، ولعل تاريخ الوبائيات التي اجتاحت العالم منذ عقود يؤكد ذلك.
منذ بدء جائحة كورونا العام الماضي أنتفض العلم وأهله في أرجاء المعمورة لإيجاد لقاح ليقف أمام المد الجارف الذي ازهق الأرواح و انهك الأنظمة الصحية و دمر إقتصادات لم يكن يجرؤ أحد الإشارة لها لو من بعيد.
حضر اللقاح اخيراً وتنفست الدول الصعداء بعد عناء شديد، ولكن بدأت خزعبلات الجزء الخامل من العقل تشطح، أن هناك مؤمرات ومكائد خلف هذا اللقاح، وأطلقت الشائعات بلا هوادة على صفحات التواصل الاجتماعي، ولكن يبقى العلم هو الفيصل.
اليوم اسعدنا كثيراً مبادرة القامة الوطنية الكبيرة الدكتور داوود حنانيا في اخذ المطعوم،وهو أحد أهم الأطباء في المنطقة وربما في العالم، والذي ساهم في بناء مسيرة الخدمة الطبية في بلدنا الحبيب وكان له إنجازات غير مسبوقة؛ ليؤكد أهمية اخذه وان لا سلاح لمواجهة الوباء غيره، مع الالتزام في لبس الكمامة والتباعد الجسدي.