مع انطلاق اجتماعات «رباعية مجموعة ميونخ» فى القاهرة، اتضحت ثلاثة مكتسبات استطاعت الأردن ومصر الحصول عليها، نتيجة الحرص والمثابرة التي يتابعها عن كثب جلالة الملك عبدالله الثاني، وفق الرؤية الهاشمية للقضية الفلسطينية التي تتوافق مع الحرص الأساسي الذي تؤكده مصر، بأن للقضية الفلسطينية خصوصيتها لكونها قضية الأمة والعرب المركزية، وهو الموقف الذي اتفق عليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أكثر من لقاء مع الملك عبدالله الثاني..
أبرز مكتسبات اجتماع القاهرة: «أولا» الاهتمام الأوروبي المتاخم لما يعنيه وجود المجموعة الاوروبية الجيوسياسي، الذي تؤثر فيه دولة قوية كفرنسا، وبالطبع دولة عملاقة محورية كألمانيا؛ ما ولّد فكرة مجموعة ميونخ، التي تضم، إلى مصر والأردن، ألمانيا وفرنسا.
وجدلية هذا المكتسب، في الأثر القوي الذي تأمله أوروبا من وجود فترة رئاسية أميركية جديدة، التي ستتضح اهتماماتها خلال الربع الأول من تولي جو بايدن الرئاسة.
اما المكسب الثاني والأهم، فهو: مواصلة التأكيد والعمل على حماية القدس والحرم القدسي الشريف، والتنديد بمحاولات الكيان الصهيوني بخلخلة وتهويد آثار ومقدسات وأوقاف القدس وكل فلسطين المحتلة..
ومن هنا جاءت بيانات مجموعة ميونخ ذات أهمية خاصة جدا، كونها تشترك، عربيا وأوروبيا على ضرورة فهم خصوصية الوصاية الهاشمية على القدس والأوقاف الإسلامية والمسيحية في فلسطين، وهي وصاية حضارية تاريخية لها اعتباراتها في صلب حياة وفكر ورؤية الملك عبدالله الثاني، التي توارثها وقدسها وحماتها أباً عن جد، ملوك عملوا على حفظ تبعيات الوصاية لما يزيد عن مئة عام وأكثر.
ويأتي المكسب الثالث، بأن رباعية ميونخ تصر على هدف وإطار عام وأسلوب معين، لتحريك جهود السلام في المنطقة.
وبالتالي حلحلة الجمود الذي تشهده القضية الفلسطينية وذلك بحث الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على التفاوض وصولا إلى تسوية سياسية عادلة وشاملة على أساس حل الدولتين، وبما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة على حدود الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
صيغة مجموعة ميونخ لديها أجندة تتقدم بإتجاهات متعددة، تفرزها الأوضاع السياسية في الولايات المتحدة الأميركية بعد تولي بايدن الرئاسة، وأيضا مدى استقرار او عدم استقرار الوضع الداخلي في إسرائيل، التي تراهن سياسات قوى الكنيست على وضع حد لجنوح وجنون نتانياهو واعتماده على الدعم من الإدارة الأميركية، وبالتالي، ربما يغيب عن الساحة السياسية، ما يحدد آفاق العودة الجادة المفاوضات الفلسطينية العربية الأوروبية الإسرائيلية، التي ستكون صورتها أكثر وضوحا في الربيع القادم مع اجتماع مجموعة ميونخ في العاصمة الفرنسية باريس، وهي?احتمالية مؤثرة، بوجود اقطاب الصراع مباشرة، السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني.
(الرأي)