بقلم : د. أكرم كريشان

جلالة الملك ..

يشرفني يا صاحب التاج المرصع أن أضع بين يدي جلالتكم بعض هموم وآمال وآلام وتطلعات مواطني مدينة معان بشيبها وشبابها وأطفالها ونسائها آملين أن تصل رسالتنا هذه إلى صاحب التاج وسيد القوم ، ولأنها تمثل الشريحة الكبرى من أبناء البلد أردنا أن نكتبها وأملنا كبير بمستشاريك والطاقم العامل بمعية جلالتكم أن يوصلوا هذه الرسالة بكل أمانة ووفاء من شعب يحبكم ويحترم مقامكم السامي وعائلاتكم الهاشمية عبر التاريخ .

ففي خضم الظروف والأحداث وتقلب الأحوال انطوت أيام وسنين وتلتها أخرى بحلة جديدة وثوب مغاير ، فتغيرت الأحوال بالمكان والزمان والرجال ، فما عادت المسافات تفصل بين الكلمة أو لغة الحوار حيث أن ثورة التكنولوجيا جعلت من البعيد قريبا ومن الصعب سهلا، ولأن الكون أصبح قرية صغيرة في ظل زمن العولمة والانترنت ... لذلك أردت أن اكتب رسالتي هذه ( إلى ولي الأمر ) متخطيا حواجز المسؤولية والأبواب والجدران وتعقيدات البشر الذي لا يؤمن إلا بالكرسي الذي يجلس عليه ، والوظيفة التي يخاف عليها ، فبكل شفافية وصراحة اكتب إلى سيد البلاد وولي الأمر رسالة من معان منزل الضيف وبيت العائدين لنقاء التاريخ ، وموطن الكرامة وجذوة الكبرياء وحجر الأساس في جدار الوطن البهي ، اكتب من المدينة التي جاورت الغمام والتصق اسمها بالماضي ووقف عن حدود النهوض من الحاضر أهلها... القابضون على الثوابت الأردنية مسلكهم الفعل الناجز والانتماء وعشقهم الطاهر للمجد المسكون في نبض القيادة الهاشمية ..


إن هموم وآمال وآلام وتطلعات مدينة معان وأبناؤها ليست كبيرة بحجم ما يدعي بعض المسئولين وليست عصية على الحل ، كيف لا وهي الكلمة الأولى في سفر الولاء للقيادة الهاشمية، فأهلها يتجرعون الظلم من قبل بعض المتنفذين والمسئولين والمتطاولين، الذين يضعون الحواجز بين أهلها وقيادتكم الحكيمة ، فما كانت معان يوما خارجة عن الانتماء أو متمردة على القانون ، لكن المتصيدون وأصحاب الكراسي المخملية والمتكسبون أرادوا أن تبقى معان بؤرة توتر دائمة ،حتى يجدوا أنفسهم ويحققوا ذاتهم وأهدافهم وغاياتهم فكم من العشرات من الوصوليين وبعض المسئولين صعدوا على أكتاف معان وأهلها المحاطين بالصحراء والأتربة ، يضربهم الجوع تارة وتقذفهم قسوة الحياة تارة أخرى ، فلا مكانة لهم مرموقة في أجهزة الدولة ولا تصل كلماتهم البريئة الصادقة إلى مسامع القائد ويحاط شبابهم ومثقفيهم بسياج من فولاذ فتكتب التقارير وترفع التوصيات ولا يعلم بها إلا الفئة التي لا تتجاوز عدد أصابع اليد والتي تستنفع من وجود الفتن والاضطرابات والتوتر الدائم ، فما من مسئول يأتي إلى معان إلا ويخاف سطوة وإرهاب بعض الكبار الذين يهددون ويتوعدون ويضربون بسيف الدولة دون علم عمان .

أما المشاريع والخدمات فإنها لم تكن بحجم توجيهاتكم السامية إلى الحكومات المتعاقبة وخاصة أننا نعيش في أزمة اقتصادية صعبة جدا على المواطن، وهذا ما أكده جلالتكم في أكثر من مناسبة وعاش المواطن المعاني بالأخص معاناة شديدة جراء الأزمة الاقتصادية التي اجتاحت الأردن مؤخرا. وأما الأمور الصحية والثقافية والاجتماعية والتعليمية والاستثمارية والأمنية ، والمعاناة القاسية لفئات الشباب والأطفال والقطاع النسائي فإنها تحتاج إلى إعادة دراسة من جديد من خلال لجان محايدة ومؤتمنة في نقل الحقائق لمسامع جلالتكم .

نعم ... معان يا سيدي صاحب التاج المرصع بعيدة عن أنظار الحكومة بشيبها وشبابها ومثقفيها ومفكريها وتاريخها ،لأن الحقيقة لا تنقل لمسامع جلالتكم بحلتها البيضاء بل تقلب الحقائق إلى عجائب وغرائب وتفسر الأمور بغير معناها الحقيقي والعفوي ، والصغيرة تصبح في موازين بعض الضالة كبيرة جدا وعهدنا بالأردن دائما وابدأ بقائد واحد و حاكم فذ و أفق واسع ولا مجال للمشككين والمغرضين في قاموس الولاء والانتماء... فالأمور تتكالب علينا من كل حدب وصوب ومن كافة الزوايا المحيطة بنا ومن خارج الأسوار أيضا ، فنخاطب جلالتكم لأنكم الملاذ ولأن الله قد خصك بالعز المنيع والشرف الرفيع والخلق السني والفخر البهي والرأي والحزم والبلاغة والفهم ، فكل الخيرين والأوفياء من المثقفين والشباب والوجهاء يرجون لقاءك دون وجود حواجز أو قيود لنسمع جلالتكم الكثير عن معاناتنا وآلامنا وجراحاتنا التي رفض المسئولين في أجهزة الدولة المختلفة والمتنفذين بها سماعها أو قبولها ، ولكم يا فارس القوم كل الوفاء لعرشكم المفدى ونقول لجلالتكم إن معان يا صاحب التاج وسيد القوم يشرفها أن تطأ أقدامكم الطاهرة أرضها المباركة التي كانت مأوى وعاصمة جدكم الأولى ، وها هو قصر الملك المؤسس في مدينة معان مكان للزائرين والمعجبين والمؤرخين والسائحين من مختلف أمصار العالم فبكم يا صاحب الجلالة تزدان معان فرحة وكبرياء وشرفا عظيما فمرحبا بالقائد في بلد الرجال الذين يلتفون حول قيادتكم الحكيمة في كل زمان ومكان وكلنا فداء لكم أبا الحسين المعظم.


Kr2002or70@yahoo.com