طلال أبوغزاله يقول: أمريكا أخرى بعد انتخابات 2020
د. مشيرة عنيزات
11-01-2021 07:05 PM
وانقلب السحر على الساحر... وحصل ما لم يكن بالحسبان..
أصبح ترامب محاصرًا إعلاميًّا.. وفقد السيطرة على ما كان يظن أنه مالكه الوحيد!
فمن يملك من؟ ومن يعمل لصالح من؟ تلك هي المعادلة التي نتحدث عنها..
لقد تم تجريد ترامب من أبسط الحقوق التي يتمتع بها أفراد أي مجتمع، أعني: حق التعبير، ولقد تم إغلاق حساباته على فيس بوك وتويتر!
إن السلطة الحقيقية الآن هي التي تؤثر على جموع المتابعين، وبأقل الزمان وأقصر العبارات وتلغي المسافات..
إنها سلطة شركات التقنية وما نبثه من قنوات التواصل الاجتماعي.
لقد أثبتت الأيام الماضية أن السلطة الأقوى هي سلطة الإعلام.. حيث خضع رئيس أكبر دولة في العالم إليها، وكاد يفقد عقله!
قال عمدة نيويورك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد الليلة الماضية: "على ترامب الاستقالة الآن؛ لأنه فقد قدراته العقلية"، كيف لا! وقد فقد أهم وسيلة لمخاطبة شعبه ومتابعة أخباره، فقد عقله بسبب تجريده من حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي فلم يعد له عزاء، وتحول إلى أسد ثائر مكبل غير قادر على تقبّل فكرة أن يغادر عرينه.
الوضع في أمريكا الآن لا تحمد عقباه.
لقد تنبأ الدكتور طلال بأن أمريكا قبل الانتخابات ليست كأمريكا بعدها.. إذ يقول: "ستكون هذة الانتخابات مختلفة، لأنها (التاريخ الأهم) في العالم، وستشكل تحديًّا كبيرًا، بما تصنعه من جدل كبير في ظل وجود احتمالين بشأن الرئيس ترامب، إما نجاحه.. وعندها سيبقى كل شيء على حاله، أو فشله وهو ما سيرفضه، ولن يغادر البيت الأبيض بسهولة، وسيتبع ذلك بعض أعمال الشغب".
وستكون العواقب وخيمة.
إن أنصار ترامب في أمريكا وصل عددهم إلى أكثر من 80 مليونًا وجميعهم في حالة غليان، ويتم استفزازهم بسبب ما فعلته شركات التواصل الاجتماعي والذي يعد منافيًا للحرية وحقوق المستخدم، إنها غطرسة التقنية وتغولها دون أدنى مراعاة لحقوق البشر.
لا أحد يستطيع أن ينكر أن أحد أهم أسباب زيادة شعبية ترامب هو " تويتر"، وأن شركة توتير بسبب ترامب زادت أسهمها وتضاعفت أرباحها، مع ذلك لم ترحمه الشركة وأقفلت حسابه ذا ال 88 مليون متابع.. حتى أصبح يستخدم ويغرد من حساب موظفين تابعين له في البيت الأبيض.
يشير تسارع الأحداث إلى اقتراب انقلاب إلكتروني سيتحكم بالبشر ويتدخل بمجريات السياسة حسب أهواء الشركات العملاقة وسيوجه الشعوب كما يريد.