كان للعالم طعم الشقاوة، ولم تكن الأرض قد أكملت تكورها في أذهاننا، ولا السماء قد أرست دعائمها في قلوبنا بعد.
كنا فقراء طبعا. بقول الأرض وحبوبها وقثائها البرّي كان طعامنا الدائم: عدس حب. عدس مجروش ...عدس منفوش. شوربة عدس ...مجدرة عدس مع برغل. مجدرة عدس مع رز.
سئمنا العدس ومشتقاته، وكنا من وقت لآخر نعلن العصيان المدني، ونحاول ان نرفض تعاطي العدس. هنا تشرع أمي في البوح بعبارتها السرية.
-هل تعرفون أن المسيح كان يفطر عدسا كل يوم؟؟
بالطبع لم نكن نقتنع بكلام الماما الرؤوم، لكننا نعرف أن لا شيء غير العدس لدينا، فنقتنع بالانسحاب المشرف.
بعد عودة الأمور لطناجرها، كانت الوالدة تبتسم بخبث، لكني كنت ألحظ شبح دمعة ترفض الاستسلام للأمر الواقع.
من كتابي الجديد (بالون رقم 10)
الدستور