بعد مرور مئة عام على قيام الدولة الأردنية، وتراكم الإنجاز الذي بُني بتعاضد بين القيادة والشعب وتشاركهم بالهموم والآمال، استطعنا أن نبني وطناً مستقراً ومؤسسات راسخة يشهد بكفائتها القاصي والداني.
ونظراً لطول الفترة الزمنية والبالغة مئة عام سأتحدث عن الخمس الاخير وهو العهد الرابع عهد أبا الحسين – أطال الله في عمره وأمده بالصحة والعافية – حيث تولى سلطاته الدستورية عام 1999، وخلف الباني – رحمه الله- الحسين بن طلال ملك القلوب ومشيد البنيان، فقد سار أبو الحسين على نفس النهج معززاً للإنجاز ومطاولاً للبنيان بالرغم من عدم الاستقرار في منطقتنا "الشرق الاوسط" ولم تُثنى العزائم ولم تستكين وبقي الاردنيون على العهد مع قيادتهم في تحقيق الرؤى وبناء الوطن الأجمل.
إن تطلعات جلالة القائد كبيرة وعظيمة نحو أردن ديمقراطي يكون فيه المواطن مشاركاً حقيقياً في صناعة واتخاذ القرار، ففي أول خطاباته لمجلس الأمة عمل على توجيه الحكومة لإحداث تنمية سياسية حقيقية وتوسيع الخدمات للمواطنين، ومن هنا سنتطرق إلى بعض المحاور المهمة والتي حدث فيها تطور ملموس هي:
1- محور التنمية السياسية وتوسيع قاعدة المشاركة:
ما فتئ قائد الوطن على حث الحكومات وأجهزة الدولة المختلفة على العمل لتوسيع قاعدة المشاركة السياسية وكانت الانتخابات النيابية إستحقاقاً دستورياً مقدساً لم يتم القفز عنه أو التغافل، وقد عجزت الحكومات عن تحقيق رؤيا جلالته في إنجاز قانون للإنتخابات يحصل على توافق لجميع القوى الشعبية والسياسية ويتشارك في مسؤولية هذا التقصير أيضاً مجالس الأمة المتعاقبة، وقد أكد جلالته من خلال أوراقه النقاشية والتي تحدث فيها عن توجيه الدولة نحو إنجاز حكومة برلمانية تمثل هدفاً رئيساً للإصلاح السياسي الذي نبتغيه ومع هذا لقد حدثت بعض الإصلاحات المهمة منها على سبيل المثال لا الحصر: المحكمة الدستورية، نقابة المعلمين، اللامركزية (مجالس المحافظات) وكل هذا بتوجيه من جلالة القائد.
2- محور قطاع الخدمات:
حقق الأردن إنجازات في البنى التحتية كبيرة وعظيمة جداً من حيث التعليم العام والتعليم العالي وقطاع الصحة وقطاع الأشغال العامة، فنحن نشهد الأردن مربوط بشبكة طرق جيدة بالإضافة إلى التوسع في بناء المستشفيات والمراكز الصحية، كما تم التوسع في إنشاء الجامعات حتى بلغت الجامعات الرسمية لدنيا (10) جامعات بالإضافة إلى العديد من الجامعات الخاصة التي تشكل فخراً للأردن .
3- محور التشارك مع القطاع الخاص:
منذ تولي جلالته حث على التنمية الأقتصادية وعلى توفير فرص العمل، وكان واضحاً أن المستقبل يلزمنا بالتشارك مع القطاع الخاص لإحداث تنمية حقيقية وزيادة فرص العمل وتحسن مستوى معيشة المواطن الأردني فكانت هناك مشاريع خلاقة تمت برؤى ملكية كمشروع العقبة الاقتصادية الخاصة والأستثمارات التي تمت فيها بالإشتراك مع القطاع الخاص، بالإضافة الى مشروع العبدلي ومركز الأعمال وقصة نجاح نفتخر بها وهي إعادة هيكلة وإنشاء مطار الملكة علياء الدولي.
إذاً برغم الصعوبات وشح الموارد والتلكؤ لدى السلطة التفيذية إلا أن الإنجازات عظيمة، ويحق لنا أن نفتخر بها ونحن على أعتاب المئوية الثانية للدولة والتي تتطلب منا إعداد الخطط الإستراتيجية لقطاعات مهمة كي يستمر الأردن على خطى البناء والتنمية في جميع المجالات والقطاعات المختلفة ولتحقيق رؤى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.