يسعى الكونغرس الأميركي الى محاكمة الرئيس ترامب المنتهية ولايته. وذلك بسبب ارتكابة جرائم التحريض واستخدام العنف ضد الحكومة لقلب نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية وذلك بدعوة أنصاره ومؤيديه الذين حضروا بالآلاف الى إقتحام الكونغرس وتعطيل دور المشرعين النواب والشيوخ من التصديق على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن بالانتخابات الرئاسية..

إن عرش الإمبراطورية الديمقراطية الأمريكية. الكابيتول مجلسا النواب والشيوخ الكونغرس الأميركي. قد اهتز وفقد الثقة به بسبب التحريض من ترامب. حيث تعرض الأعضاء الى الإهانة والاعتداء والاساءة والخوف والعنف والتخريب وتكسير الزجاج. والسرقة والعبث بالوثائق الرسمية من قبل العصابات والارهابيين والمجرمين لافشال موضوع التصديق النهائي من قبل الكونغرس الأميركي على فوز الرئيس الأمريكي جو بايدن بالانتخابات الرئاسية الأمريكية...

إن دعوة انصاره للفوضى والتخريب والتظاهرات والقتل والضرب والاعتداء على أعضاء مجلسي النواب والشيوخ. هو عمل إجرامي وانتهاك للدستور والقوانين الأمريكية. تعاقب عليها بعقوبة تصل إلى 20 سنة سجن له والى أنصاره وخاصة العصابات المسلحة التي هاجمت واقتحمت الكونغرس وأحدثت فيه الدمار والخراب وسرقة المال والوثائق القومية الرسمية. إضافة إلى ارتكاب جرائم القتل لشرطي من الحرس للمجلس وقتل 5 من المواطنين الأمريكيين من النساء والرجال في هذه الاقتحامات والاشتباك مع الشرطة. وقوات الأمن..

إن ماحدث في أمريكا. لمبنى الكونغرس رمز الحرية والعدالة والديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية والانتخابات الحرة والنزاهة في أمريكا والعالم. يتطلب من الشعب الأمريكي ملاحقة الرئيس ترامب المنتهية ولايته وأنصاره وكل من يثبت أرتكابهم لجرائم التحريض على القتل والفتنة والعنصرية والعنف والتخريب والاعتداء على نظام الدولة المدنية والسياسية والديمقراطية والبرلمانية. والنواب والشيوخ والشرطة. بعد ان ثبت ان ترامب وفريقه وانصاره يعملون على هدم نسيج المجتمع المدني الأمريكي. بالتفرقة العنصرية بين المواطنين على أساس العرق واللون والدين..

ان ما حدث في أمريكا زعيمة العالم الحر المدافعة عن الديقراطية والقانون والدستور وسيادته وتطبيقه على الجميع. قد أسقط عرش الديمقراطية الأمريكية في العالم. واثبت انها لاتختلف عن جمهوريات الموز والعالم العربي. وثبت ان النظام الديمقراطي في أمريكا. زعيمة العالم الحر هو لوحة جميلة جداً ضمن برواز زجاجي لكنه مكسور .مما شوه من جمال اللوحة..

إن عرش الديموقراطية في أمريكا. إنهار وسقط القناع عن زعامة أمريكا للدفاع عن الديمقراطية في العالم. وذلك بحقد من ترامب و العصابات المسلحة العنصرية التي شوه صورة أمريكا داخلياً وخارجياً ودولياً وأمام العالم واساء الى سمعة ومكانة الشعب الأمريكي . ...
لقد تخلى عن الرئيس ترامب أعضاء في حكومته وزيرة النقل ايلين ووزيرة التعليم بينتسي والمستشارون للامن القومي وذلك بسبب تصريحات ترامب وتحريض أنصاره وتشجيعهم على اقتحام الكونغرس الأميركي..

أعتقد جازماً ان العشرات او المئات من القضايا الجزائية والجنائية والحقوقية والمدنية والمطالبات بالتعويض عن الضرر المادي والمعنوي. وكل من لحق به ضرر سوف تُرفع على الرئيس ترامب المنتهية ولايته بعد مغادرته البيت الأبيض. بعد ان ثبت أنه يجهل مبادئ الحاكمية والحكم الرشيد والديمقراطية المقدسة والانتخابات النزيهة الحيادية والشفافية واحترام رأي الأغلبية الساحقة من الامريكيين بانتخاب جو بايدن بالانتخابات الرئاسية الأمريكية. وثبت لآخر لحظة بأنه مازال يطعن بالتزوير وسرقة الانتخابات. على الرغم من رفعه أكثر من 60 قضية للطعن بالانتخابات الرئاسية في الولايات رُدت جميعاً. وآخرها رد المحكمة الإدارية العليا..

لقد أثبت ترامب بالدليل القاطع انه لايفقه بالسياسة والقانون و الدستور الأمريكي ولا يحترم رأي الأغلبية من الشعب الأمريكي. وشوه صورة الديمقراطية في أمريكا والعالم..

ان اختبأ أعضاء مجلسي النواب والشيوخ الكونغرس في الكابيتول والإنفاق والغرف. واغلاقها عليهم من قبل الحرس لحمايتهم وخاصة الرئيسة نانسي بيلوسي لمدة 5 ساعات حتى تم السيطرة على المتظاهرين من قبل الأجهزة الأمنية والحرس الوطني والرئاسي والشرطة. بعدها تم استئناف الجلسة للمصادقة على تنصيب الرئيس الأمريكي جو بايدن بالانتخابات الرئاسية الأمريكية. مما أدى الى تراجع أنصار ترامب الجمهوريين عن مواقفهم وتأييد فوز جو بايدن..

ان ما حدث هو يوم اسود للديموقراطية في أمريكا. قد شكل شرخ في النسيج الاجتماعي بين المواطنين الأمريكيين. البيض والسود والجاليات الأخرى من جنسيات مختلفة. قد يحتاج الى عقد اجتماعي من الزمن لردم أحداث ماحدث في الكونغرس الأميركي والاعتداء على الديموقراطية. بعد ان عاش الشعب الأمريكي والعالم على شاشات التلفزة والفيسبوك لحظات تاريخية تنذر بخطورة الموقف بوجود انقلاب او تعطيل الحياة السياسية في أمريكا. خاصة ان ما حدث أمر لايمكنك مشاهدته اوتصديقه الا في جمهوريات البلاد العربية او الأفريقية او دول العالم الثالث او الرابع..

ان أمريكا في خطر. الإنقسام المجتمعي. الا ان الشعب الأمريكي لا يمكن ان يترك ترامب وفريقه بدون محاكمة عن الجرائم المرتكبة بالتحريض والعنف والفتنة والانقسام والاعتداء والقتل والضرب والتخريب بالممتلكات العامة والخاصة. فالرئيس ترامب ليس فوق القانون الأمريكي فلا أحد فوق القانون. وان خطاب الكراهية من الرئيس ترامب والحقد ضد جوبايدن دفعه للإعلان عن عدم حضور تنصيب الرئيس الأمريكي جو بايدن في 20/1/2021

وان مطالبة النواب والشيوخ الكونغرس باستقالة وتفعيل المادة 25 من الدستور الأمريكي لعزله من منصبه هو بسبب تصريحاته وتصرفاته التي تدل على فقدانه للوعي والإدراك والخوف من ارتكابه حماقات نووية في اخر ايامه في الحكم..

نأمل ان يخرج الشعب الأمريكي الصديق من هذه الصدمة والخوف على حياة الناس والممتلكات العامة والخاصة. والديمقراطية الحرة. فالشعب الأردني تربطه رابطة محبة واحترام للشعب الأمريكي...

حمى الله الأردن وشعبه الطيب وقيادته..

مدير مركز الحق للدراسات الاستراتيجية