معجزات إلهية في القدس الشريف
خالد محمد طاش
09-01-2021 10:11 AM
يحتفل المسلمون في السابع والعشرين من شهر رجب من كل سنة هجرية بذكرى الاسراء والمعراج الشريفين. وهذه الذكرى الإلهية تتعلق بنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم.
"سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله". فالمسجد الحرام بمّكة المكرمّة والمسجد الأقصى بالقدس الشريف.
وكذلك فإن المسيحيين يحتفلون في شهر نيسان كل سنة ميلادية بأعيادهم المجيدة بمناسبة المعجزة الإلهية للسيد المسيح عليه السلام بالقدس.
أما اليهود فلا يوجد أي ذكر لموقع لهم بالقدس حدثت فيه معجزة الهية. إلا إذا أُخذ بعين الاعتبار في هذا السياق هيكل الملك سليمان والذي تم بناءه قبل ثلاثة الاف عام. ويعتقد اليهود بان المسجد الأقصى المبارك قد أُقيم على موقع الهيكل وأنقاضه. وهنا فإن صفة المعجزة الإلهية لا تنطبق على الهيكل كما سيتبين ذلك تالياً: لقد جاء في العهد القديم من الكتاب المقدس أن إله بني إسرائيل كان قد كلّف الملك سليمان ببناء الهيكل لتقام فيه الصلوات والطقوس حسب عقيدة بني إسرائيل. وقد خُصص داخل الهيكل مكانٌ أُطلق عليه اسم (قدس الاقداس) حيث وضع فيه (تابوت العهد) الذي احتوى على ألواح موسى عليه السلام. وقد إستغرق بناء الهيكل سبع سنوات وأُنفق عليه ومحتوياته أموالاً طائلة. إلا أن الملك سليمان في شيخوخته أهمل العناية بالهيكل ولم يحفظ العهد والفرائض التي أوصاه بها ربه. بل أنصرف لعبادة آلهة بعض زوجاته الوثنيات والغريبات. وقد بلغ عدد زوجاته سبعمائة بالإضافة الى ثلاثمائة من السراري (محظيات). ومن بين الالهة التي عبدها الملك سليمان آلهة الصيدونيين (عشتروت) ورجس العمونيين (ملكوم) وإله الموآبيين (لكموش). وكان إله بني إسرائيل قد حذر الملك سليمان عند انتهاء بناء الهيكل بأنه إذا لم يُطع أحكامه ووصاياه فإن الهيكل الذي قدسه لأسمه سينفيه من أمامه. وقد أدى سلوك الملك سليمان في المعصية إلى غضب إله بني إسرائيل عليه وتوعده ربه بتمزيق مملكته بعد موته.
وهنا يُستنتج مما ورد بأن الهيكل والذي دمّره الرومان قبل ألفي سنة كما تذكر المصادر اليهودية، لا يحظى بالمكانة الدينية المقدسة كما هو الحال بالنسبة للمسجد الأقصى المبارك عند المسلمين وكنيسة القيامة لدى المسيحيين في القدس وذلك على مر السنين والازمنة.
ومنذ أن احتلت إسرائيل القدس الشريف عام (1967) فإنها لم تتوقف بالبحث وبشتى وسائل الحفريات والتفتيش عن الهيكل، ولكن بدون طائل.
ولابد من التنويه بأن المسلمين يؤمنون بأن سليمان عليه السلام نبيٌ من الأنبياء عليهم السلام الذين جاء ذكرهم بالقرآن الكريم، وله في قلوبهم كل التبجيل والتعظيم.