لا تقولي لي إننا لم ندخل بعد حقبة العصر "الخُلعي"،، لا أقصد طبعاً الخُلع أو الطلاق بحد ذاته ، بل أقصد خلع واستئصال قصص الحب من شروشها ، من لم يصدق كلامي حتى الآن فليسمع ماجدة الرومي (سيدة حروف وحروب الحب) ، التي طوت مسيرة من عذابات الحب الطويل وتجرع الخيبات الكثار ونفاد الصبر الجميل.. فـ"من عم يسألوني عليك الناس" إلى "لإنك عينيه زعل البكي" لتعتذر في النهاية عبر كليبها الذي قدمته مؤخراً بلوحات استعراضية طربوش وعصا في أغنية "اعتزلت الغرام": "شوف.. شوف.. شوف يا حبيبي شوف لا بَدًّي تراضيني.. ولا بَدًّي تحاكيني..لا تصبحني ولا تمسيني إنساني.. إنساني اعمل معروف أناااااااااااا.. اعتزلت الغرام اعتزلت الغراااااااااااااااااااام".
كنت أظن القضية انتهت حتى هنا ، وكدت أظنها فورة دم ستنتهي في شرايين أغاني الحب العربي ، لكن أشهراً قليلة تأتي بعدها كارول سماحة بكليب متواضع الإمكانيات وكأنها ما كذبت خبر: لتعلن موت الحب جراء جرعة عالية من الخيبات المتواصلة ، وها هي أمامي الآن وأنا أكتب هذه الكلمات عبر إحدى الفضائيات تصرح: "اعتزلت الحب.. آه.. اعتزلت الغرام ده إللي بكاني يوم.. حيبكي كل يوم من كُتر الألم".
وقالها بعدها العراقي رضا العبدالله صراحة: "نحن بزمن لا يؤتمن.. لا يؤتمن أشكي لمن وأبكي لمن،.. واغلى الحبايب باعني بأرخص ثمن".
(فاصل قصير ونتابع).
إمسخمه على عدوينك إذا غيرت الصفحة.
وماذا نفعل نحن جيل الرحيل الأول ، ولوعة قنابل الحب الموقوتة للفراق ، الذين تربينا على أغانْ من شاكلة: "لاطْلَع عَ الطيارة فوق.. واحلل براغيها.. راكب فيها يا شويقي.. البذلة عَ لون النظارة .."،.
هذه أغنية جدتي الـ"هيت"،.. التي كانت إشعاراً تبتدئ به حفلات المترك والتوجيهي مع تدفق نسوان الحارة المتصددات عادة ، ومع طوفان طقوم الجزاز الخضراء.
المشكلة أنني تشربت هذه الأغنية ، وأصبحت أدندنها لا شعورياً ، تخيلوا أني أرددها وأنا في طابور انتظار ختم جواز السفر عند حاجز التفتيش في مطار هيثرو في لندن: لـ"اطلع ع الطيارة فوق واحلل براغيها"،.
أصبحت اعد للعشرة قبل أن أقل عقلي وأغنيها ، فربما تجرجرني هذه الأغنية صوب غوانتانامو بتهمة التطرف ونية الشروع في عمل إرهابي ، وربما سيمر اسمي في شريط الأخبار مراراً في الفضائيات: للتضامن مع المعتقلة هند خليفات زوروا موقع طرب. كوم،.
ومالكم وطول السيرة ، إنه زمن شعراء الخلع وأغاني الخلع بامتياز.
ويحيا الخلع.. يحيا الخلع.
Hindkh97@yahoo.com
الدستور