المُثل العُليا الانسانية في عصر الرأسمالية
يوسف عبدالله محمود
06-01-2021 10:31 AM
هل باتت المُثل العُليا في عصر الرأسمالية الشائخة نَسياً منسياً؟ هل اخترقتها هذه الرأسمالية فجارت على جوهرها الانساني؟
هذا ما يقوله المفكر المصري الكبير د. سمير أمين في كتابه "مذكراتي" الصادر عن دار الساقي، بيروت، والذي ترجمه للعربية: سعد طويل. يقول: "إن المُثل العُليا التي تقوم عليها الحضارة الحديثة، قد صارت نسياً منسياً في عصر الرأسمالية الشائخة". (د. سميير أمين "مذكراتي" ص 270)
ما قاله هذا المفكر لم يأت من فراغ، ففي ذهنه البربرية الاصلية النابعة من الرأسمالية التي تناهض وتتآمر على كل حركات التحرر في العالم. في كتابه يدعو سمير أمين شعوب العالم إلى "الجمع بين المطالبة الواسعة بالديمقراطية مع المطالبة بإدارة اجتماعية لمصلحة الطبقات الشعبية".
وفي رأيه -وهو محق- لن يحدث اي تقدم في جميع مناطق العالم الثالث دون بناء اقتصاد يرتكز على الذات".
ماذا يعني هذا؟ يعني هذا ضرورة "الاستناد الى أشكال من التكامل الإقليمي". وهو يسخر من التكامل الاقليمي الذي يتحدث عنه "رجال الاقتصاد التقليديون"، لأن هؤلاء لا تعنيهم مصالح الشعوب وبخاصة الطبقات الشعبية الفقيرة.
يدعو سمير أمين الى "اقليمية تسيطر عليها الابعاد السياسية" التي تعمل على الخروج من سيطرة الاحتكارات العالمية. ولن يتم ذلك الا بوجود انظمة تتمتع بالشرعية في نظر مواطنيها.
وفي انتقاد لبعض الانظمة العربية الثورية يأخذ عليها معاداتها الاساسية للديمقراطية. هي في رأيه تتبنى "الرؤية البرجوازية للمستقبل".
وكما هو معروف فمثل هذه الرؤية لن تسعى الا لتغليب مصالح الطبقة البرجوازية. ومن المعروف ان "البرجوازية" وإن تظاهرت بأنها ثورية، فإنها في النهاية تخشى الطبقات الشعبية في بلدانها التي تطالبها بتنفيذ ما اعلنته من مقاربة الحداثة الانسانية.