نتميز تميزا بليغا في حب الصدق والشفافية والثقة ونعقد الأمل على من يحدثنا او يتعامل معنا او يقدم لنا المعلومات سواء كان مسؤولا او مواطنا عاديا بأن يكون واضحا وصادقا وشفافا حتى نصل إلى مرحلة بناء توقعاتنا او اتخاذ قراراتنا او انتظار النتائج بموضوعية تصل بنا إلى الغاية او الهدف الذي نسعى لتحقيقه بعد جهود مبذولة وبعد طول انتظار وصبر لا يشوبه الملل والكلل.
كلنا يحب الصدق من الطرف المقابل لنا سواء كان متحدثا او واعدا او موجها او ناصحا ويمقت الكذب ويكرهه ويلقى باللائمة على الناطق به ويتندر لأي مسؤول يلقى بكلامه جزافا او عن سوء نية او للتمويه والمماطلة في إجابة طلب مشروع وحق مزروع ويتمنى ان لا يكون فريسة ولقمة سائغة ومأكولة للكذب الكاذبين والناعقين في الابواق الفارغة ويعلن سخطه على الملأ ومقته وغضبه من أولئك المارقين المتفيقهين.
وتجد بعضنا وهم كثر في الوقت الذي ينشدون فيه الصدق من الآخرين يمارسون الكذب ويذهبون اليه من أوسع أبوابه في شخصية لا ينطبق عليها الا انها شخصية منفصمة متناقضة تحل الحرام وتحرم الحلال وتنفرد بشغف تغليب الذات والمصلحة الشخصية وتتنكر لحقوق الآخرين.
حقا انه مرض نفسي وانحراف عن جادة الحق وتغول غير مشروع على حقوق الآخرين وظلم واستخفاف بكرامة الكرماء وعدم احترام لابسط مبادىء الأخلاق والإنسانية والطبيعة البشريه.
ان وقع هذا السلوك المنبوذ أشد مرارة وايلاما حينما يصدر عن موظف رسمي مكلف بتقديم خدمة عامة او مكلف بتعبئة شاغر وظيفي ينبغي في المتقدم له ان يكون ذو مواصفات محددة من حيث التحصيل العلمي ودرجته وكفاءته وسنوات خبرته ومهارات ثم يقع الاختيار على من هو ليس اهلا لهذا الموقع أو أن هناك من هو أحق منه ولكنه أسقط من الحساب في سبيل اختيار صاحب الواسطة والمحسوبية والشللية والمصلحة البغيضة.
تغيب الشفافية والمصداقية عند التعيين للوظائف القيادية حيث يعلن رسميا عنها وتشكل لها لجان للمقابلات الشخصية وفرز الأنسب هذا من الناحية النظرية وعمليا يكون صاحب الحظ الأوفر هو من وقع عليه الاختيار مسبقا.
وقد آن الأوان وحان الوقت لبلوغ الصدق والموضوعية واختيار الأحسن والاكفأ لتقلد المناصب العامة بعيدا عن سراديب المحاباة والمصالح الشخصية.. الخ.