أخبار سعيدة ان يتم البدء بتصفية الأزمة الخليجية وإعلان مصالحة سعودية قطرية وفتح الحدود بأنواعها، مثلما كانت الأزمة قبل أربع سنوات مؤلمة و مؤذية لشعوب الخليج ودول أخرى ومنها الأردن.
وبعيدا عن كل تفاصيل السياسة فإن مشهد العناق بين أمير قطر وولي عهد السعودية كان مفرحا عربيا، فمهما كانت حكايات السياسة وتحليلاتها فإن كل قطري أو سعودي يعلمون الآثار التي تحملها الشعبان وشعوب عربية أخرى نتيجة الأزمة.
نتمنى أن يتم إغلاق كل الملف بين كل الدول وان كان هذا يحتاج إلى وقت فقد ذهبت الأزمة إلى مساحات صعبة لكن الحل ممكن،لأن الخلافات العربية العربية منذ الأربعينيات من القرن الماضي وحتى اليوم تكون في أوجها صعبة لكن لها طبيعه خاصة في الظهور وفي الانتهاء.
وربما علينا أن نتذكر الموقف الأردني من الأزمة الذي كان دقيقا، فالأردن لم يكن طرفا في الأزمة ولم يكن راغبا تحت أي ظرف أن يكون فيها، ورغم صعوبة المعادلة فإن الأردن اختار موقفا لم يدخل معه في أي أزمة مع أي دولة وبقيت علاقاته مع الجميع إيجابية بل تحسنت مع قطر خلال العامين الأخيرين، وحافظت على مستواها الإيجابي مع السعودية والإمارات والبحرين وأيضا مصر، وفي نفس الوقت حافظ الأردن على مصالحه ومصالح الأردنيين مع الجميع.
لم يكن نصف موقف أو موقف ضبابي كما كان البعض يقول بل كان موقف الدولة الغربية التي لاتتمنى مثل هذه الأزمات ولا تريد أن تزيد الأمور تعقيدا بالانحياز وأيضا تحافظ على مصالحها.
سعيدون ببدء تفكيك هذه الأزمة، لكنها تزيد من خبرة الجميع وتظهر لنا من هي الدول التي استفادت من تلك الأزمة فقائمة الخاسرين تضم أطرافها وكل العرب، وهي تجربة عربية جديدة يمكن القياس عليها في قادم الأيام في مسار العلاقات العربية العربية التي نتمنى أن لا تواجه أزمات.