السادس من يناير بمثابة الفرصة الاخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كي يتمكن من تحقيق حلمه في البقاء بالبيت الأبيض، فبعد أن رفضت جميع الدعاوى التي رفعها فريق محامي حملته الانتخابية في المحاكم الأمريكية، يمني ترامب النفس بولاية رئاسية لأربع سنوات قادمة، تظهر مجموعة من النواب الجمهوريين والذين يعتزمون أن يعترضوا على انتخاب بايدن رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، يعيش الحزب الجمهوري حالة من الانقسام ففي حين يعترف المخضرمون الجمهوريين ببايدن كرئيس منتخب للولايات المتحدة، يعترض آخرون على اختيار بايدن لرئاسة أمريكا ويعتبرون الأصوات الانتخابية في الولايات المتأرجحة غير صحيحة ويجب إلغاؤها، وإذ يشككون في صحة تلك الأصوات وبالتالي بايدن ليس رئيس للولايات المتحدة.

يسابق ترامب الزمن لاقتناص الفرصة الذهبية، لانتزاع رئاسة البلاد من بايدن، وكي يستمر في البيت الأبيض ما أمكنه ذلك، ومع تداول أحاديث عن نيته استخدام الأحكام العرفية لفرض سيطرته على مقاليد الحكم في أنحاء الولايات المتحدة، ومع خروج تسريب صوتي لمكالمة هاتفية تزعم فيها صحيفة الواشنطن بوست جرت بين الرئيس ترامب وحاكم ولاية جورجيا، يطلب فيها الأول من الأخير قلب نتائج التصويت لصالحه؟! تتصاعد نبرة التحدي وتقاذف الإتهامات بين الرئيس الأمريكي وحملة بايدن والحزب الديمقراطي، فهل سيتمكن ترامب من البقاء على كرسي الحكم والبحث عن طرق أخرى لإضفاء الشرعية على وجوده في البيت الأبيض؟! أم أنه سيستسلم للأمر الواقع ويسلم بفوز بايدن ويخلي له الساحة الرئاسية، ويدخل بايدن البيت الأبيض كرئيس منتخب للولايات المتحدة لمدة أربع سنوات قادمة.

المعركة لا زالت قائمة والكلمة الفصل يوم السادس من يناير، والجميع ينتظر ما سيسفر عنه التصويت في المجمع الانتخابي، وترامب يسابق الزمن لعل وعسى يستطيع البقاء في البيت الأبيض لولاية ثانية، ومع استمراره في اصدار تغريدات تؤكد تعرضه لأكبر عملية تزوير في الانتخابات، وتلويحه بعمل عسكري ضد إيران مما سيجر المنطقة إلى حالة من عدم الاستقرار، يستمر الجدل بشأن نوايا ترمب قبل تصويت المجمع الانتخابي.

الأمور مازالت غير واضحة المعالم، ومع عزم مؤيدي الرئيس ترمب القيام بمظاهرات في يوم السادس من يناير ويوم العشرين من ذات الشهر وهو موعد تنصيب بايدن، تستمر الغرف السياسية الأمريكية تقف على صفيح ساخن والأيام المقبلة ستظهر حقيقة الأوضاع وتتضح الرؤية بشكل أفضل.