قبل ان تبدأ اية حرب تبدأ ايقاعات تدل عليها وتشير الى عناصر ذات علاقة بطبيعتها وتوقيتها وطبيعة التحالفات التي ستتشكل بمجرد ان تبدأ آلة الحرب العسكرية بالدوران.
ثلاثة عوامل تفضي دراستها الى استكشاف ما الذي يخبئه القدر لهذه المنطقة من العالم خلال الاشهر القليلة القادمة.

العامل الاول: توفر الظرف المناسب على الجانب الاسرائيلي، حيث تجمعت على قمة السلطة مجموعة من القوى والاشخاص ذوي الميول المتطرفة جدا والذين يعرف العالم عنهم ظمأهم المزمن للحرب واختلاط السياسي لديهم مع الديني بصورة لا يمكن ان يتبلور عنها الا ميول جارفة لسفك الدماء واستخدام آلة حرب صهيونية على اعلى درجات الكفاءة العسكرية لتدمير الخصوم في غياب كامل لأي مقابل عربي قد يشكل ردعا لهذه الميول الصهيونية او حتى تحجيما لقدرتها على الحركة.

العامل الثاني: اعلان ادارة اوباما مؤخرا عن عدم قدرتها التامة على احداث اي تحريك في الوضع السياسي ذي الافق المغلق بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وفشلها المطلق في ممارسة الضغوط على الحكومة الاسرائيلية المتطرفة بزعامة نتنياهو. مما يعني تحديدا ان هذه الادارة تقول للعالم اننا من الان وصاعدا غير مسؤولين عن السلوك الاسرائيلي في المنطقة بما في ذلك بالطبع السلوك العسكري.

ان مدلول الموقف الامريكي العاجز عند ربطه بطريقة او باخرى مع طبيعة الوضح الحالي عن الطرف الاسرائيلي يقود الى خلاصة واضحة مفادها ان عملية قرع طبول الحرب قد بدأت فعلا وان اولى مؤشراتها هو التحرش الواضح بسوريا من خلال اتهامها اسرائيليا وامريكيا بتزويد حزب الله بصواريخ "سكود" القادرة كما هو معلوم على الوصول الى اية نقطة في الكيان الصهيوني.

العامل الثالث: استمرار القيادة الايرانية في اتخاذ اجراءات محددة ومعلنة وواضحة باتجاه تطوير قدراتها النووية غير عابئة بالتهديدات الغربية والاسرائيلية، مما يعني تحديدا ان ايران تعي حجم المخاطر الناتجه عن هذه المواقف وانها تعلم جيدا ان ذلك سيقود بالتحديد الى تعرضها لضربة عسكرية مؤكدة .. بمجرد ان تبدأ ستدخل المنطقة برمتها في اتون حرب حاسمة على عدة صعد.

اذا اندلعت الحرب فستكون المضاعفات حاسمة كما لم تكن من قبل. فاذا استطاعت اسرائيل تدمير ايران وسوريا وحزب الله فستضمن وضع حد لكل المهددات لحقب زمنية طويلة قادمة، اما اذا فشلت في إلحاق الهزيمة بهذه الاطراف فستواجه وضعا جديدا غير مسبوق قد يضع الدولة والمشروع الصهيوني برمته على مسار يقود الى الهاوية.
qatamin8@hotmail.com