على مشارف المئوية الثانية "انجازات تحديات فرص"
السفير الدكتور موفق العجلوني
04-01-2021 09:03 AM
وقفة عز وفخر واعتزاز و كبرياء رافعين رؤوسنا عالياً بفضل قيادتنا الهاشمية المضفرة و شعبنا الاردني العربي الاصيل عقودا من البذل و العطاء و الانجاز و نحن نسلط الضوء على منجزات مملكتنا الاردنية الهاشمية الحبيبة على مشارف المئوية الثانية والوقوف على أبرز الانجازات و التحديات والفرص وكيفية استغلالها و البناء عليها في الحاضر و المستقبل . نحتفل اليوم بمرور قرن على تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية 1921-2021 .
نستذكر بكل الخير و العرفان الملك المؤسس عبدالله الاول بن الحسين ورفاقه الاشراف رحمهم الله جميعاً . ونستذكر إنجاز جلالة الملك الراحل طلال بن عبدالله رحمه الله على قصر الفترة التي اعتلى فيها العرش , ورغم اعتلال صحته، وفي حقبته القصيرة وضع الدستور الأردني العتيد الذي يحكم مسيرة حياتنا هذه الأيام. و لا بد ان نستذكر بكل فخر و اعتزاز الملك الباني الحسين بن طلال و الذي كان محطة فارقة في تاريخ الاردن و الانسانية جمعا ، فقد كان مفتاح الأردنيين للعالم، و"جنازة العصر" كانت شهادة لزعيم اتسم بالانسانية والحكمة والعقلانية و بعد النطر و اخذ بلاده لبر الامان رغم كل الاهوال والأعاصير ومحدودية الامكانات .
100 عام سطرها الاردنيون في البناء و التضحية جيلاً بعد جيل يدا بيد حتى اصبحت الأردن الدولة الاكثر امناً و استقرارا و نماءاً ، كل ذلك تم بجهود جبارة وبدعم مباشر من القيادة الاردنية الهاشمية المظفرة من خلال توفير كافة الإمكانيات المتاحة لكل الاردنيين و الاردنيات و بأعلى المستويات التي تليق بالمواطن الاردني .عاش الاردنيون هذه السنيين و هم يبنون الاردن طوبة طوبه من البذل و التضحية و العطاء يدا بيد مع القيادة الهاشمية منذ عهد الملك المؤسس عبدالله الاول طيب الله ثراه مرورا الملك الباني الحسين رحمه الله , وها نحن خلف قيادتنا الحكيمة جلالة الملك المعزز عبدالله الثاني ابن الحسين حماه الله و رعاه يقف الاردنيون صامدين معززين مكرمين خلف قيادته الحكيمة في سبيل بناء هذا الصرح الاردني الشامخ اردن العزة و الكرامة , و الذي امتزج بنيانه السياسي و الدبلوماسي والاقتصادي والاجتماعي و الاداري و العلمي و استشراف المستقبل بالإنسان الأردني الاصيل ، وبات الاردن الرقم الصعب في المعادلة العربية و الاسلامية و الجيوسياسية و الدولية بعمقها الانساني و الحضاري .
100 عام نبت عن بذارها الطيب الذي زرعه الاردنيون بعرق جبينهم بساتين من المعرفة والفكر النيير و السياسة و الدبلوماسية والحكمة و العقلانية و بعد النظر .و كيف تعامل الاردنيون طوال هذه السنين مع الواقع الجيوسياسي والاقتصادي والأمني والاجتماعي في ظل التحديات والأوضاع الاقتصادية والسياسية ،و كيف نجح الاردنيون في استشراف المستقبل , و في توثيق تاريخ الدولة الأردنية في مختلف الحقول والعناوين بحروف من ذهب .
مرورا في هذه المحطات المأءة بعقودها و تعقيداتها بمرها و حلوها بشرها و خيرها , و رغم ابتلاء الاردن بنكبات وويلات و بتحديات من كل حدب و صوب ، ما يزال صامدا ينافح و يكافح عن قضايا الامة و على راسها القضية الفلسطينية وأولها الوصاية الهاشمية على القدس الشريف و المقدسات الاسلامية و المسيحية، و اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة و عاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 .
عشرات السنيين والاردن بعزيمته القوية و نشأت اجياله الصاعدة بقي يحمل فكر الثورة العربية الكبرى والدعوة لإعلاء كلمة الصف العربي نحو مزيد من الفاعلية والتعاضد والتكامل , والسيادة على التراب الوطني، وبناء المواطن القادر على صيانة هذا التراب والدفاع عنه بجيشه العربي المصطفوي وقواته المسلحة واجهزته الامنية معتزاً بهوية الدولة الأردنية، ومعاصراً و مواكباً التحولات الاقتصادية والاجتماعية والمتغيرات الإقليمية والدولية ، وصولاً الى تبني نهج الدولة المدنية، وانتهاج سياسة خارجية اردنية معتدلة رافضة رفضاً قطعياً التدخل في الشؤون الداخلية للدول , وبنفس الوقت عدم السماح لاي جهة اياً كانت التدخل في الشؤون الداخلية الاردنية , ورفض التبعية للسياسات والمحاور الدولية انطلاقاً من المصلحة الوطنية اولاً و خدمة القضايا العربية التي تصب في وحدة الصف العربي و المصير المشترك .
ومن هنا فان دخول الأردن بالمئوية الثانية يعتبر مناسبة وطنية عظيمة لما حققته المملكة من إنجازات على كافة الصعد خلال هذه الأعوام المائة الأولى من تاريخها و ما يمكن أن تحققه مستقبلاً .
و هنا لا بد من التوقف ملياَ عند ثلاث محطات رئيسية : القيادة الهاشمية و الشعب الاردني ووقوف هذا الشعب خلف قيادته , والمحطة الثانية الانجازات التي تحققت خلال الماية عام , والمحطة الثالثة الحاضر و استشراف المستقبل , وكيف يمكن أن نستفيد من دروس الأعوام المائة الأولى ونحن نتجه نحو اردن زاهر بكل معنى الكلمة .
بنفس الوقت علينا في خضم احتفالاتنا بالمئوية الثانية ان نستذكر شهداء الاردن الذين ضحوا بارواحهم من اجل فلسطين و من اجل الدفاع عن ثرى الاردن الطهور.
و كذلك كافة الاردنيين الذين تركوا بصمات واضحة في تاريخ الاردن و لا زلنا نذكرهم بكل الخير , و نتمنى ان تتكررمثل هذه النخب التي كانت مثالاً للوطنية و التضحية و الانتماء و النزاهة الشفافية.
في خضم هذا التاريخ المشرف لوطن العز و الكرامة و النخوة و الشهامة و السواعد الابية للاردنيين و الاردنيات خلف قيادتهم , و كل من موقعه و خاصة اصحاب القرار و مؤسسات الدولة و القطاعين العام والخاص ان يتم استعراض هذه السنوات , و خاصة من قبل مراكز الدراسات و الابحاث الاردنية و الجامعات الاردنية القيادات الاردنية و رجال الصحافة و الاعلام و المثقفين و رجال الفكرو السياسة والاقتصاد و علم الاجتماع , الوقوف على كافة الانجازات التي حققها الاردن طوال هذه السنوات , وان يتم البناء عليها. بنفس الوقت الوقوف على كافة الاخطاء التي ارتكبت بشكل مؤسسي او فردي او جماعي ومعالجتها و تصحيحها و خاصة المديونية الخارجية و الداخلية و عجز الموازنة و قضايا الفقر و البطالة و الفساد المالي و الاداري . من جهة اخرى , لا بد من ان يتم اعداد خطط استراتيجية لبناء الاردن الحديث انطلاقاً من الرؤية الملكية من خلال وضع الاوراق النقاشية حيز التنفيذ الفوري , و التي تشكل خارطة الطريق لمستقبل الاردن . و ان نأخذ الدروس و العبر, و كيف استطاع الاردن ان يصل الى برالامان بفضل حكمة القيادة والشرفاء الاردنيون ووقوف الاشقاء العرب الى جانب الاردن في وقت الشدائد و المحن و الذين نقدم لهم الشكر ولا ينسى الاردن فضلهم و خاصة دول مجلس تعاون الخليج العربية و كذلك الدول الصديقة . والاردن بدوره ضمن الامكانات المتاهة لا يتواني عن الوقوف الى جانب الاشقاء اذا نادى المنادي و كذلك الى جانب الاصدقاء وقضايا الامن والسلم العالمي .
نعم هذا هو تاريخ الاردن المشرف , و من حق الاردنيون ان يفاخروا العالم بتاريخهم خلال هذه السنوات و هم مقبلون على الاحتفال بالمئوية الثانية و التي سطروها بحروف من ذهب معاهدين الله و قيادتهم ان يبقوا على العهد والوعد بتقديم الغالي والرخيص من اجل بنا الاردن الحديث .