الإنسان بطبعه وتكوينه مجبول على حب الخير والإنجاز والعطاد والتلذذ ومتعة الحياة ويكره الشر والمصائب والقوارع ويتمنى ان الا تقع ولكن هيهات هيهات فالخير والشر من متلازمات الحياة ومظاهرها الأفارقة ولا ينجلي زمن الا وفيه من المحببات والمكروهات وهذه سنة الحياة ودروبها لا تخلو من الشقاء والسقم ولا تغادر السعادة والفرح.
يأفل زمن ويظهر زمن ومزيجه اليأس والاحباط والأمل والرخاء وتنطلق عبارات فخورة ومادحة وعبارات مشؤومة وشاتمه ويحمل ذلك على الدهر او السنين او الايام فيلصق به الذم والقدح والشتيمة كأن يقول صاحبه هذا يوم اقشر او هذا زمن سيء او لعن الله ذلك اليوم الذي وقع به كذا وكذا.
والحق ان هذا من المحرمات وهو وصف لا يليق بما خلق الله
لان الزمن لا يصرف الأمور وإنما الذي يصرفه هو الله عز وجل ويقول صلى الله عليه وسلم "يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وانا الدهر بيدي الأمر اقلب الليل والنهار".
نقول هذا حينما ينتهي عام ويبدأ عام جديد فتنطلق عبارات الشتم لعام مضى وما فيه من المكروهات كجائحة كورونا وما خلفته من آثار سلبية على حياة المجتمع والحق ان هذا من قدر الله فنحن مأمورون بالإيمان بقضاء الله وقدره خيره وشره والله هو المدبر والخالق ومصرف الأمور فالحمد لله على كل حال.
ونجد مرارا ان الانسان نفسه هو الذي يصنع الشر ويحيد عن دروب الخير ويجنح بارادته إلى الولوج في الاذى وايقاع الضرر ويحمل ذلك إلى الدهر ويعيب الزمن.
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا.
السعي إلى الخير والعمل تجاهه بعزيمة صادقة وارادة فاعلة وتجنب الشر ومساوئه مطلوب واذا وقع الخير والشر فذاك من قضاء الله وقدره.