مضى عام (2020) والمجتمع الانساني يحمل آمالاً كبيرة في التغلب على الجائحة التي رافقته يوماً بيوم، فجاء في (الاندبندنت) ما يشير إلى تفاؤل العلماء والباحثين أن تعود الحياة إلى طبيعتها مع ربيع العام (2021)، حيث تسابقت البلدان في تطوير (لقاح كورونا)، وأنتقل الحديث إلى كيفية التعامل مع تلك اللقاحات التي تصبح متاحة لمختلف المجتمعات والبلدان؛ إقتناع أم إقناع، ويترتب عليه حجم الأقبال على اللقاحات التي سيحصل عليها كل بلد.
هذا التفاؤل يقتضي أن يكون مصحوباً بالاستمرار في السلوك الوقائي والمجتمعي، والمتمثل بالمنظومة الثلاثية: الكمّامة، والتباعد الأجتماعي، والنظافة بغسل اليديْن دون تردد أو نسيان. وهذا الالتزام بهذا السلوك الاجتماعي أصبح مسألة أخلاقية للتعبير عن مدى احترام الفرد للقيم المجتمعية المستجدة، والسلوك الأجتماعي- الضرورة.
أن الانتقال إلى عام (2021) يتطلب أن لا يتقصر اهتمام المجتمع الدولي على الجائحة والتغلب عليها.. فقد تمتد مع البشرية لمرحلة زمنية، فثمة قضايا ذات طابع عالمي، ولها ارتباط مباشر أو غير مباشر مع الجائحة: فالصحة والغداء والمياه ما زالت من القضايا المؤرّقة للمجتمعات البشرية.
التقارير الدولية تشير إلى أن العديد من الدول لا تزال بعيدة عن تحقيق الرعاية الصحية الشاملة، وتتحمل الأسر المزيد من الأعباء المالية لغطية التكاليف الصحية.
أما الغذاء، فثمة ما يقارب المليار نسمة من سكان العالم يعانون من نقص التغذية؛ كما يزداد الطلب على الغذاء مع النمو السكاني عالمياً، فمن المتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى (8,5) مليار نسمة مع حلول عام (2030)، وقد ينتج عن ذلك، أو سيؤدي ذلك إلى تغوّل الجوع على شريحة كبيرة من سكان العالم، فثمة ما يقارب المليار نسمة أيضاً يعيشون تحت خط الفقر الدولي (بمعدل 1,9 $ يومياً).
-وأما المياه، والتي تعتبر حقاً إنسانياً، فالمسألة ترتبط بسلامة المجتمع والبيئة معاً، وتقدّر مصادر منظمة الأمم المتحدة أن ما يقارب المليار أيضاً من البشر يفتقدون مياه الشرب المأمونة.
هذا الواقع المجتمع الدولي بأخطاره: الصحة والغذاء والمياه، إضافة إلى (الجائحة كورونا)، مجهولة المصير، يضع الأسرة الدولية أمام مسؤولياتها وتحديات تلك المسائل، ويبرز التساؤل: هل عادتْ الأسرة الدولية إلى قسميْها: من يملكون ومن لا يملكون، أم سوف تتغلب النزعة الانسانية، والتضامن الدولي، والتعاون المجتمعي العالمي؛ ويتحقق للبشرية: الأمن المجتمعي، والصحة والسلامة من أجل حياة فضلى!.