facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




كرموهم قبل ان تخسروهم


عروبة الحباشنة
03-01-2021 02:00 AM

في بلادي لا يعزيني شيء ، فما رأيته في جنازة الشاعر الكبير نزار قباني يقابله ما رأيته في جنازة المبدع حاتم علي ، لكن يعاكس كلاهما جنائز المبدعين في بلدي .

الموت المباغت له طعم ايضا ، طعم الخلود والديمومة والفضاء الروحي المشرأب بين الثابوت والقائمين بواجب العزاء ، الدمع الكسير وتلاحم شعب بأسره استحضارا لروح الغائب وتقديسا لمرثية غيابه في دموع الجراح المالحة ، ياللمفارقة ، والعجب!

العجب ان المبدع الاردني لا يولد من مفرداته سوى ماتبقى من الشاهد على سوار قبره ، يموت بلا توديع ، مقتولا ، مهزوما ، بجنازة صغيرة يرادفها صوت بائع الخضار وهو يهتف قيمة اسعار البيع للبندوره والخيار والليمون ، الليمون الحامض كهذه الجريمة الوطنية بحق ابناء الوطن الكبار.

لماذا حكوماتنا تحتقر كبارها ، لماذا تصغر فنانيها وتكسر خشبة المسرح وتضع مسدس كاتم صوت فوق رأس الشاعر والاديب فتتكدس الاذاعات بالشعر النشاز والشاشات بالمسلسلات الرديئة ، فلا ضخ مادي يتوسد العمل الدرامي الحقيقي ليخرجه الى النور ولا حتى قاعدة حية ملهمة لكاتب سيناريو مات الف مرة كلما حاول ان يخرج عن التكرار والتهريج لكي يحترف بقلمه حيز الابداع المرتبط بالقضية الفلسطينية والوطن العربي وتنهيداته وتاريخه!

لماذا تنتظر جوليت عواد تكريما قبيل رحيلها "بعد عمر طويل" جولييت الفنانه البطلة ويقابلها زهير النوباني المتقد ابداعا وحرفية ، انا أجزم ان المرارات التي ضاقها كلاهما كانت قاسية وهما يشاهدان ارتحال حاتم علي مقارنة بإرتحال ياسر المصري !

في دمشق.. يجتمع الشعب اسفل ثابوت وعلم ، وفي مصر و تونس والجزائر والعراق يتحد الصغير والكبير مشيا في جنائز راحليهم العظام ونحن ننتظر عزاء من مسؤول من المفروض ان يكون اول المودعين لكفن الراحل المبدع ، وتكون له جنازة مهيبة تبقى عالقة بذاكرة الشعب اليائس والبائس ، لكنها هزلية الأقدار ، في بلادي بلاد البسطاء ، الباحثين عن الخبز تحت اروقة المطر ، نحن لا فصول اربعة لدينا ولا احلام كبيرة ولم نعد عصيي الدمع فقد بكت أعيننا ، حتى جفت شيم الصبر من ارواحنا .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :