في جمادى الأول من العام الثامن للهجرة وفي ارض مؤتة الخالدة روت دماء المسلمين تلك البقاع الطاهرة وخلدت الشهداء الأبرار زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبدالله بن رواحة ونفر اخر من أصحاب رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم لتكون تلك المعركة شاهدا للاسلام على عظمته وقوته وعلى صدق الرسالة المحمدية وصداها في مختلف بقاع الأرض.
كان لا بد للنبي محمد صلى الله عليه وسلم من استكمال نشر الدعوة خارج الجزيرة العربية فأرسل الرسائل الى ملوك الدول المجاورة ومنهم هرقل الروم في أرض الشام يدعوه إلى الإسلام وحمل الرسالة رسول رسول الله الحارث بن عمير الأزدي وعند وصوله إلى البلقاء اوثقه شرحبيل بن عمرو الغساني وقتله وعندها امر الرسول بتجهيز جيش لقتال البيزنطيين في أرض الاردن بقيادة زيد بن حارثة مكون من ثلاة آلاف رجل وعسكر الجيش في منطقة معان جنوب الاردن وبدأ بمتابعة جمع المعلومات عن الروم ففوجىء المسلمون بأن العدد كبير ويصل إلى حوالى مائتي الف وهنا بأتت المشورة تاخذ منحاها وعلى الرغم من قلة عدد جيش المسلمين عزم صحابة الرسول على الاخذ برأي عبدالله بن رواحه الذي قال اننا لا نقاتل بكثرة العدد والعدة ولكن بقوة الإيمان فإما النصر وأما الشهادة وسار المسلمون باتجاه مؤتة التي شهدت قتالا ضروسا مع عدوهم اسفر عن مقتل ثلاثة آلاف واستشهد قادة المسلمين الثلاثة وتولى خالد بن الوليد قيادة المعركة مستخدما تكتيكات عسكرية اوهمت العدو ان مددا كبيرا قد حصل عليه المسلمون ثم بحنكته انسحب بالجيش بطريقة آمنة وعاد إلى المدينة
المنورة بأقل الخسائر.
ولعل في مؤتة دروس وعبر منها أهمية الشورى والشجاعة والعزيمة والصبر والتنظيم والحكمة والحنكة العسكرية.
لقد كان نصرا مؤزرا للمسلمين من جهتين اولاهما إيقاع خسائر جسيمة في صفوف عدوهم والثانية الانسحاب المنظم من أرض المعركة دون خسائر تذكر.
رحم الله الشهداء الأبرار وأنعم على هذة الامة بامثالهم من القادة العظام.