مئوية الدولة في عهد الملك المعزز
المهندس خلدون عتمه
02-01-2021 11:07 AM
حمانا الكبير لم يعد بحجم بعض الــورد ، وقوافلــه زَفّت الـــورود والخمائل لكل الضِـيـَع والأصقاع ، وما زال صِبا الشـرق يغني لصلابة شوكته.
أردننا باق فينا بنصع بياض النجمة في قلب العَلَم . تنسكـب من عذب أعاليه مناهل العطاء ، ترتوي من زلاله أرواح ونفـوس المخلصين لقائدهم وأردنهم ، فتتشكل في خـَلد نسائه ورجاله جنوده ومجنداته ، ملاءة الإرادة ، جمالية التحدي، نشوة التضحية. رداء يدفئنا لا ردة عنه ولا انكفاء ، نبـذر حبات قلوبنا في سويداء ترابه حتى نهايات الدم ، فتـُسقى بإرادة شعـب مُتترِس بالصبر، متدرع بالثقة ، ليبقوا في عيون قائدهم بسمق جبال رَم ورسوخ قلاع الكرك وعجلون وحنو سنابل حوران ونقاء غدران الطفيلة ودفء حقول الموز وعذوبة قصيدة البادية ندية المطلـع عذبة المسمع ، نورث لآلئ صنائعـه لمن بعدنا بحلة أزهى وأبهى مما ورثناه ، ليبقى خط مسيرهم مسطور بأكرم من الدر في دفتر الوطن ومفكرة الإنسانية .
هبّ كريح مرسلة عطاء الملك المعزز، وانتصبت قامات التعب كتيجان أعمدة جرش سطورا بيضاء في سِفر العيش الكريم للأردنيين ، شاهـدة على تاريخ انبجست خطوطه وفقراته من رحم عطاء القادة الأوائل، وحاضر أسس بنيانه ورُفعت قواعده على إبداع نوعي وإنجاز تراكمي لسنوات خلت مثلت رئة التفاؤل ، لتنبئ بمستقبل أرغـد تتفيأ ظلاله أجيال عانقت العرش الهاشمي بالوفاء . سيرة عطـّرت روح المكان ومسيرة جسدت قدرات الإنسان وخَطّت في ذاكرة الوطن والإنسان سيقا أبلغ أثرا ونقاء مما نقشه الأردنيون الأنباط في أعجوبة الدنيا السبع ، وخفق في المعالي الإبداع الهاشمي متخطيا جدار الصمت ومسافات السكون، فارتوى الإنسان الأردني عزما وإصرارا مضاء وابتكارا من عـذب ينابيع أبي الحسين، القوي بإيمان سافر وحلق بالوطن وساكنيه على أجنحة التفاؤل إلى مصاف خلود وانسياب النهر الهاشمي المصانة ينابيعه وأكتافه ومصبه بسيوف فرسان بني هاشم.. والنهر باق يفيض صفاؤه فينا انتماء لأردننا، يُغرق عذبه خوابينا وفاء لمليكنا المفدى، تُزنّر روافده خصر الوطن بالأماني، يعـزز أواصر نسيجه الوطني بثوابت الهوية الأردنية. نهرٌ يسكـُب في أرواحنا العذب الفرات من ألوان الفداء لعبدالله الثاني .
تقيـم ليلك توزع نوم جفونك علينا ، تقرأ في محيـط أعيننا، تتلمس في تقاسيم وجوهنا ، تستشعر في ثنايا أعماقنا ، جموح رغائبنا لامتلاك التفوق . نرقب حضورك في عيوننا من شرفات الشُغـُف، ومدى وجودك يتسع في أعماقنا وأنت تولّي قلبك نحونا. تضيء قناديل مسيرتنا بالشمعة الملكية في مئوية الدولة وهي تقيم قِرانها مع احد عشر ربيعا على امتداد الوطن المبارك ، وضوء العطاء الملكي يتدفق في شِعب الوطن وشرايين شَعب لن يتخلى عنك.. تالله.. ولا عن جميل تعبك المرصوف في دواخلنا ومداخلنا كزينـة السماء بالكواكب. لن نهـرق كريات التعب الحمراء والبيضاء، ولن ننقض غزل الوطن من بعد قوة أسكنتها في رحاب النفوس ومرايا الروح .
إنجازات تتقاطر إلينا طائعة ببركة يديك ، نسائم ملكية ومآثر شُم ، تؤتي أُكـُلها في دروبنا ، على أبواب بيوتنا تقرع أجراس مدارسنا ، تعلي أقواس جامعاتنا ، يصافح شذاها دواويـن مجالسنا ، الحريـة العدل المساواة ، متكأ قاموسك ورحى ناموسك . مشهد اهتماماتك وهمك يتجلى بانحيازك للفقراء . سعي مشكور مأجور ان شاء الله ، تلغي مفردات السغب والعوز من قاموس وجودهم ، تنأى بهم عن قارعة الفاقة . مكرمات ملكية شاهدة كقرص الشمس ينبعث ضؤها على مناكب المدن والقرى والمخيمات ، بيوت تظللهم مُسـورة بدفء العطاء الملكي ، نأياً بساكنيها عن فوضى الأيام وبعثرة الليالي ، لتنعطف بهم عن زمهرير كانون وسياط الهجير وجمرات المشوار. رؤى ورؤية هاشمية تؤصل في مشوارهم كريم الحياة وقيمة الوجود بمسحة التحدي فتباهوا تحت سقف الوطن أنهم الأقرب إلى وجدان الأب القائد .
نؤكد لكبير الأسرة والعشيرة، أنسأ الله في عمره وأعز ملكه، تمسكنا بجذور وفروع وثمار المضاء الملكي وترسخه قناعات نحقبها في الوجدان ونرزمها في الضمير لتستمر عنيدة على المحو من ذاكرة الوطن وإنسانـه ونقسم بين يديك قسم الشرفاء ، ووفاء لكل شيبة طاهـرة اشتعلت وتوسدت مفرقيك ، ولكل مسحة تعب وضأت مرفقيك ، ولكل زهرة عَـرق تفتحت وأضاء عطرها فجر جبينك، أن نبقى على عهدك بنا. وعهدنا لجلالتكم أن تبقى فينا حادينا وغرة مسيرتنا ومليكنا على عرش مفتـدى بنواصي الصدور وعنوان نظمنا لقريض عشق الوطن. نمخر معك وبك عـُباب المعترك في أعالي الدنيا. ونملأ الآفاق عزفا على أوتار الروح "سر بنا للفخار والعلا ". ونردد بلا خوف أو وجل، لن نفرط بكنزنا، لن نفرط بشلال التعب وقطرات العرق ، وشكرا يا جلالة الملك .