ما تشعر به وتراه نصب عينيك كلما فتحت جفونك في الصباح هو في الحقيقة يكون ما تعمق في نفسك، وما استقر داخل مشاعرك... فإن كان تشاؤماً أو كرهاً فأنت وحدك الذي سوف تغرق فيه، وإن كان تفاؤلاً تكون قد عملت على إراحة نفسك في بحر من الطمأنينة والسلام الداخلي والسعادة، «فأن تنير شمعة خيرٌ من أن تلعن الظلام».
فالفرص غالباً ما تفتح أبوابها أمام المتفائلين الذين لا يتوقفون عن الأمل، فالمتفائل هو الذي يروض نفسه ويهذب عاداته السيئة بكافة أشكالها سواء كانت الغضب والعنف أو المشاعر والإنفعالات السلبية ولا يخضع لها ابداً، بل يعمل على تحويلها الى عادات حسنة، ومن هنا يبدأ درب التفاؤل المضيء الخالي من العنف... للتفاؤل دور فعال في مكافحة العنف!.
التفاؤل ما هو إلا خطوات محددة، ومن أهمها حسن الظن بالله، ثم حسن الظن بالناس جميعاً حيث لا مناص من معايشتهم في هذه الدنيا، وكذلك مخالطة المتفائلين فمخالطتهم تسري أخلاق التفاؤل والعمل الطيب وتزول مشاعر الغضب والقلق والكره المؤدية الى العنف حيث لا مكان للتشاؤم في حياة المتفائلين.
في مشوار حياتنا اليومية نجد أن من أهم الصفات الرئيسية لأي شخص ناجح هو التفاؤل... فالتفاؤل هو الذي يزرع الأمل ويعمق الثقة بالنفس ويحفز على النشاط والعمل، وهذه كلها عناصر لا غنى عنها لتحقيق النجاح، كما ويعتبر التفاؤل تعبيراً صادقاً عن الرؤية الإيجابية للحياة... فبالرغم من كل التحديات والمصاعب التي يواجهها الإنسان منا فإنه لا بد لنا أن نعمق إيماننا يومياً بانتصار المحبة على العنف، وانتصار التفاؤل على التشاؤم.
في خواطرك ثم في أوهامك ثم في خيالك يبدأ التشاؤم ومن ثم تصدق ذلك، وسرعان ما ينقلب الى خُلق فيتحول بالإعتياد والتكرار الى طبع وسجية، فيصير بعد ذلك سلوكك في الحياة، وللأسف سلوك يقيدك ويسجنك داخل نفسك في قفص من الحسد والخوف والغضب، فكل هذه المشاعر السلبية هي نتيجة طبيعية للتشاؤم الذي يأخذك الى عالم مليء بالسواد والإحباط مما يؤدي بالتالي الى إزدياد حالات العنف!.
أجمل ما في التفاؤل هو أن تملك قلباً عطوفاً مليئا بمحبة الآخرين بعيدا عن الحقد والكره... فالسعادة تنبع من داخلنا، والجانب المشرق في حياتنا كذلك نراه من داخلنا، فقد أكدت الدراسات النفسية الحديثة أن «التفاؤل والمزاج الإيجابي أمران أساسيان لصحة الجسم والنفس» ولهما دورهما الإيجابي في سعادة الإنسان... فالتفاؤل يحض الفرد على تخطي الفشل وتحمل التحديات الجديدة، كما ويساعد كثيرا في التحرر من الغضب والعنف وتوابعهما المدمرة على المجتمع.
فالتفاؤل ليس مجرد أمنيات وأحلام دون عمل وإجتهاد... فالتفاؤل يعني الأمل والإيجابية والإتزان العقلي المقرون بالجدية والعمل الدؤوب والمزيد من السعي والفعالية لتحقيق حياة أكثر نجاح وسعادة خالية من كل أشكال العنف!!.
Diana-nimri@hotmail.com
الرأي