الزمكان السياسي وبرنامج الثقة 1/2
د. حازم قشوع
01-01-2021 12:22 AM
تندرج اهمية التقاطعات العلمية بين نيوتن بقانون الجاذبية وانشتاين في قانون الزمكان عن توافقاتهما النسبية بالنتائج واختلافهم بمدخلات المعادلات وتعليلاتها، فلقد تبين إن البحث في علوم المدخلات افضل من استخلاصات التطوير بالاستناد على النتائح، فان التطوير بحاجة للوقوف على الاصول وليس بالنظر للنتائج على اعتبار ان قواعد التحليل العلمي تستدعي ذلك.
ولئن كان نيوتن قد اعتبر قانون الجاذبية بانها قوة جذب بين جسمين بحيث تزيد قوة الجذب هذه كلما ازدادت معها الكتلة وتقل هذه القوة حيث زادت المسافة بين الجسمين، فان انشتاين بقوانينه المعقدة قد انقاد الى ذات النتائج التي حملها نيوتن الا ان مدخلات انشتاين كانت مغايرة عن مدخلات قانون الجاذبية للنيوتن حينما فسر انشتاين ان القوة تتولد من ذلك الانحناء في نسيج الزمكان فى اطار المعادلة الكروية وقوانين السرعة في الزمن والمكان، وهو الانحناء الذي يفسر بعمق طريقة انحناء موجات الضوء ويعلل بطريقة استنتاجية حركة الموجات غير المرئية كما فى المكرويف والرموت كنترول وحتى موجات التصوير الليلي، فان هذا التفسير العلمي هو من قاد البشرية بعد حين للتفكير في استنباط توليد الطاقة عبر الجاذبية، وهو ما يؤكد على اهمية اختيار نوعية المعادلات التي تقود للنتائج.
فاذا كانت الاجسام تتحرك في ابعاد ثلاثة وترى في اتجهات ثلاثة هى اليمين واليسار، والامام والخلف، واعلى واسفل، فان طبيعة اهتمام الاجسام تكون منصبة في اطار مضمون التكوين النمطي لهذه التنشئة، وبالتالي ما تحمله من افكار يكون في الابعاد الثلاثية التي يتشكل منها الصندوق في مفهوم البناء هو المفهوم الذي يرتكز على ابعاد ثلاثة وان كنا نراه بصورة الشكل الرباعي وهو ذات الشكل الهندسي الذي يعتبر الأساس في تكوين كل ابنية ومساكن العالم منذ انتقال البشرية من مثلث الخيمة والاهرامات الى مربع الكعبة ومساكن العصر الحديث، حيث تحولت البشرية ومقدار رؤيتها من بعد الرؤية الثاني بالشكل الثلاثي الى بعد الانسانية الثالث في الشكل الرباعي.
ومع تطور الفكر الانسانى والعلم السبراني فان العالم على موعد للانتقال للبعد الرابع والشكل الخامس او الدائري مع تطور تقنيات العلوم المعرفية، فانه يعول على البعد الرابع.
ان يتمكن الانسان في حينها من رؤية ما لم يكن يراه وينتقل بسرعة اكبر، وهذا ما يجعله قادرا على رؤية منظور اخر يسمى في المفهوم الحديث في البعد الرابع وعلى مقياس اتشتاين في قوانين الزمكان الكروية التي تقوم معادلتها على نظرية «كلما زادت السرعة خرجت خارج الابعاد الثلاثية وزادت عندها ومعها مساحة الرؤية. فان الزيادة بالسرعة هنا تجعل مساحة الرؤية اكبر في حين كلما قلت السرعة قلت معها مقدار الرؤية الى ان تكون ساكنة و تصل الى القاع وعندما لا ترى الا من الامام ولا تسمع الا من الخلف فقط، وحينها سيصعب الانطلاق مرة اخرى وستحتاج الى روافع اخرى ومولدات للطاقة لتعود للحركة ومن ثم للسرعة حتى تتمكن من الرؤية من جديد، وهذا قد لا يكون متاحا حينها، فان الحرص واجب الا نصل الى حالة الجمود وان كنا في حالة الركود.
وطبقا لذلك فان الطبقية ستعود بحلة جديدة، بحيث تقسم البشرية الى منازل اربعة، واحدة تفكر خارج الصندوق وترى باربعة ابعاد وتسكن في دوائر، واخرى لا تفكر الا بالصندوق ولا ترى الا في اطار الصندوق وترى بثلاثة ابعاد وتسكن في اربعة، وهنالك من يسكن في ثلاثة حواجز يرى في بعدين ويفكر في واحدة، اما القسم الاخير وهو الذي يقبع في القاع فلا يرى الا من امام ولا يسمع الا من الخلف ويراه الجميع لكنه لا يرى احدا، وهي المعادلة الطبقية التي تحاول القوى تثبيتها وتتفيذها باستخدام رياح الاوبئة البيولوجية التي نأمل ان تتوقف بتبدل بيت القرار العالمي، والا فان نظرية الزمكان لانشتاين ستتحول من نظرية فيزيائية الى فرضية سياسية في المكان والزمان.
(الدستور)