في ذكرى معركة مؤتة
أ.د عبدالله ابراهيم الكيلاني
31-12-2020 02:14 PM
في ذكرى معركة مؤتة، التي وقعت على ثرى اردننا الحبيب ، في جمادى الأولى من السنة الثامنة للهجرة؛ نستذكر البطولة الجعفرية الهاشمية وهي تقتحم صفوف الظالمين وتهدهم هدا، وتنشد عند لقاء العدا:
يا حبذا الجنة واقترابها
طيبة وبارد شرابها .
ما هذه البطولة يا سيدي، يا ابن عم رسول !
تعقر فرسك حتى لا يظفر به العدو ! وتقتحم صفوف العدو راجلا، تضربهم يمينا وشمالا ،حتى تلقى وجه ربك بجناحين تطير بهما في
الجنة
الله الله يا ذا الجناحين .
التفت نحو جنوب الاردن و أذكر بطولة جعفر وإخوانه زيد بن حارثة وعبدالله بن رواحة ثم التفت غرب الاردن وغرب الغرب حتى أقصى الغرب، ويؤلمني حال المرابطين حول المسجد الأقصى وحال المطبعين وحال المخذلين
أستذكر تاريخنا المجيد ويحزنني واقعنا العنيد أو واقعنا البليد!
هل درى جعفر فرفت جناحاه إلى المسجد الحزين تطير؟
لم يرتل قرآن احمد فيه ويزار المبكى ويتلى زبور!
ونترحم على روح جعفر المرابط على ثرى الاردن
ثم نقول كيف نجعل بطولة جعفر روحا تسري في جسد الأمة تخاطب المحتلين والغاصبين والظالمين بلسان جعفر وسيف جعفر : والروم
قد دنا عذابها علي إذ لاقيتها ضرابها
كيف نجعل من خلق جعفر قدوة للشباب لتبقى روج الجهاد حية في نفوسهم تحيي الهمم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لمحاربة
الفساد.
لا نريد أن نقرأ التاريخ حديث اسمار بل صناعة افكار
رحم الشاعر اقبال إذ يقول:
نجواي ام شكواي في هذا الدجى
ونجوم ليلي عودي ام سهدي.
امسيت في الماضي اعيش كأنما قطع الزمان طريق امسي عن غدي.
ا.د عبدالله ابراهيم الكيلاني استاذ كلية الشريعة الجامعة الاردنية