ما الذي يدفع زيد الذي طالما كان يشيح بوجهه عنك ذات يوم ، ليقابلك الان ، وقد انطبعت صورة اسنانه على صفارها في مخيلتك مبتسما ، السبب حتما الانتخابات !! وما الذي يدفع عمرو الذي طالما وصفك بثقيل الظل وان رائحتك نتنة ، لكي يحتضنك الان ، وعلى الرغم من رائحتك ونتانتها ، يبادر بالقول ، هلا بريحة الغالي ! دون ان تزعجه عودتك للتو من ورشة طوبار ذات حرارة جاوزت الاربعين ، حتى وان اشعرتك زوجتك او الحبيبة او حتى طفلك الصغير ، بعدم القدرة على شمها !! هي ايضا الانتخابات .وما الذي يدفع اقصى اليسار في محافظة ، وفق بيان وزعه الى دعم من كان في اقصى اليمين ذات يوم ، وانشق لاعتبارات مصلحية لا مذهبية او فكرية ، هي حتما الانتخابات ، والعكس ايضا صحيح ، ما الذي يدفع هذا اليميني صاحب الصلوات الخمس ، والاركان الاربع الاخرى ، الى الارتماء في احضان اليسار ، بعد ان رفضه اليمين الحاضن لعقود ، هي حتما الانتخابات .
فما هي الانتخابات ؟؟.
في السياق التنظيري هي " عنصر لا غنى عنه في أي ديمقراطية ، لانها تعبر عن مدى رضا الناس او عدم رضاهم عن الحكومة ، " او الجهة التي ترعى شؤونهم في جانب ما ، والتنصيص بالمناسبة مقتبس ، لكن لا ادري من اين !! وفي السياق المحلي التنظيري ايضا ، لا يخالط المرشح او الناخب ادنى شك في المراحل التحضيرية لها – أي الانتخابات – ما يتعارض مع المفهوم السابق ، بالمناسبة ، تذكرت النص المقتبس من موضوع نشره مكتب برامج الاعلام الخارجي بوزارة الخارجية الامريكية ، ومتصل بالانتخابات الافغانية !!
طبائع البشر امر ملاحظ بالعين المجردة ، احيانا كما هو الحب من النظرة الاولى ، يمكن ان يكون الحكم على الطباع او الطبع من النظرة الاولى ، وبالتالي يسهل ان تحكم على فلان بانه جاف ، او صاحب وجه ناشف ، او ابتسامته عكره ، الله لا يوفقه ، " وما بنهضم مع لترين وربع سفن اب " وان كان للقاعدة شذوذ ، الا ان السائد ان الاحكام غالبا ما تكون صائبة في سياق الاحساس البشري ، المرتبط حتما بايحاءات او ايماءات من الطرف الاخر .
لكن ابو وجه ناشف ، فجأة يصبح بين ليلة وضحاها ، صاحب " الملقى الحلو " وجفافه قمة " الطرواة " وابتسامته " ما تبلى " ودمه خفيف وتصرفاته " بتلين المعدة " كيف يتاتى ذلك بين ليلة وضحاها ، الجواب ، هي حتما الانتخابات .
جارك ، الذي سجل شكوى ازعاج بحقك لدى الحاكم الاداري ذات تعليلة عرس شهدها بيتك ، في غضون ثلاثين عاما ، ياتيك معتذرا عما بدر منه ، ويحاول الباس الطاقية الى ابنه الازعر ، والاهوج والمتسرع دوما ، والذي استنفذ معه كل سبل التربية الصالحة دون جدوى ، وبالتالي لا بد وان يمضي بقية عمره معتذرا لمن يسيء "الصبي الهامل " اليهم ، وان "يرقّع ورا فعايله المشمة " فتفرح لكرم اخلاق الجار ، وتنسى انه ذات يوم اقام الدنيا على راسك لان طفلك الذي لم يتجاوز عمره العام ، القى بمنديل ورقي من شباك الطابق الثاني ، كاد ان يلامس راسه ، لكن ما ان تودعه على باب الدار حتى يوصيك خيرا بابن العم " طريخم " صاحب الدين والتقوى وحسن الجوار " حتى وان لم يوجه – أي طريخم - راسه لقبلة ذات يوم " في خضم " الدجل " عفوا الجدل الدائر حول اليات الاختيار ، منذ عرس استعادة الديقراطية ، عام 1989 ، وكيفية فرز الافضل ، والياتها ، ما الذي تغير حتى الان ؟؟ وفي خضم جولات التنمية السياسية التي بداها الفاضل محمد داوودية ، واشتهرت مفرداته حيالها ، شانها شان صيت اغنية نانسي عجرم " النص نص " انذاك ، واتبعها د.صبري اربيحات واشتهر شانه شان " بوس الواوا " والان يغزل عليها احد اعمدة المعارضة وهو محمد العوران ، لكن ربما " بشخبط شخابيط " ما الذي كسبناه على صعيد ثقافة اليات الاختيار ؟؟ لا سيما وان الخوازيق توالت تباعا جراء سوء اختيارنا ؟؟
واقع الحال يفترض ان يؤشر في ضوء تجربة مستعادة منذ 18 عاما على الصعيد النيابي الى ان المؤمن يفترض ان"لا يلدغ من الجحر مرتين " لكن في سياق انتخابات بلدية منتظرة تسبقها ، ومتجذرة منذ ما قبل تاسيس امارة شرقي الاردن ، يؤكد استعدادانا على صعيد الاختيار طبعا " لخازوق " جديد ، ويا مرحبا بالخوازيق .
ayman65jor@yahoo.com