هل يصبح الأردن بلداً ثرياً؟
عصام قضماني
31-12-2020 12:13 AM
من الواضح أن الاعتماد على النفط كمصدر للثروة في طريقه لأن يضعف، فهذه هي البلدان النفطية تشهد تحولات كبيرة تسابق الوقت تمهيدا لهذه المرحلة.
ثمة نماذج كثيرة من الدول في العالم ليست دولا نفطية لكنها أكثر ثراء منها وأكثر إنتاجية فما هو السر؟، ولماذا لم يكتشف الأردن مفتاحه بعد؟.
لم يستطع الأردن أن يبني نموذجه الاقتصادي الخاص، فإما لأن العواصف والأحداث الساخنة منعته وإما لأنه لم يمتلك الإمكانات ولا البيئة المناسبة، وقد ظل جواره لإسرائيل واشتباكه المستمر مع القضية الفلسطينية عامل ضغط, لكن هناك من يقول, ها هي إسرائيل التي كانت حتى وقت قريب جزيرة معزولة لم تكترث لما يحيط بها من دول معادية كما تزعم فبنت اقتصاداً متطوراً، صحيح أنه لم يكن ليتحقق لولا الدعم الدولي والأميركي منقطع النظير، لكن استغلال الموارد والإمكانات كانا حاضرين.
من قال أنه ليس باستطاعة الأردن أن يكون مثل دبي أو مثل سنغافورة؟.
قبل أعوام كانت العاصمة كوالامبور في ماليزيا تحتفل بسنوات الازدهار الاقتصادي، لكن الغصة التي لم يستطع أن يخفيها المسؤولون هناك تمثلت في سنغافورة التي تواصل تفوقها الاقتصادي.
سنغافورة، ظلت الدول الكبرى تراقبها علها تطفئ شوق شعوبها التواقة إلى التمثل به، حيث ارتفع دخل الفرد من 300 دولار إلى أكثر من 30 ألفاً والصين وحتى اليابان وأندونيسيا المحيطة بالجزيرة المعجزة حد الحصار سنغافورة تترقب انهيار هذا الحل وباكستان عبر المحيط. وفي مكان آخر، تساءلت صحف مثل نيوزويك الأميركية.. هل انتهت حفلة دبي؟ ومتى حلم الصحراء يتحول إلى كابوس، لكن ذلك لم يحصل واستأنفت الإمارة نموها ووصل دخل الفرد فيها إلى 58 ألف دولار.
هذه الجغرافيا شكلت تهديداً وتحدياً في ذات الوقت لكن كلا النموذجين استطاعا تطويعها لصالحهما، ولا بأس إن قال بعض المحللين أن هذين النموذجين يتمتعان بحماية دولية لا تسمح لهما بالسقوط، أليس الأردن كذلك بعلاقاته الدولية؟.
هل المشكلة محلية؟. ما قامت به تلك الإمارات الصغيرة من جهد للوصول إلى هذه العتبة، وهو ما كان بإمكان أي دولة أو جزيرة فعله لكن الفرق هو الإصرار على بناء النموذج وتخطي المعيقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والأهم هو إعطاء الأمل للناس ورفع روحهم المعنوية في دمج اجتماعي يذيب الفوارق العرقية والدينية والسياسية والاجتماعية.
ثمة مقولة سمعتها في دبي وسمعتها عن سنغافورة التي لم أزرها، باتت شعاراً تراه في كل زاوية، الوزير الخطأ قد يدمر استراتيجية التنمية في الدولة، وهذان النموذجان لم يحتاجا إلى موارد طبيعية فهي قليلة في سنغافورة وحيدت تماماً في دبي إن كنا نتحدث عن النفط غير الموجود أصلاً.
qadmaniisam@yahoo.com
الرأي