نهاية العام 2020 .. ومحطات فارقة!
د. أروى الحواري
30-12-2020 09:44 PM
تزامنت بداية العام مع انتشار سريع لوباء فيروسي ( كوفيد 19)؛ أودى بحياة الكثيرين، والذي لا يزال منتشرا لهذه اللحظة بالرغم من المحاولات الكثيرة لتصنيع اللقاح وقد لا نستطيع أن نزعم بأنه ناجح إلّا بعد التجريب المستفيض له. حقًا كان عامًا ليس كبقية الأعوام؛ شهد محطات فارقة من التغيير؛ على الصعيد المجتمعي، والتنظيمي، والصحي، والتعليمي، والاقتصادي. وكان له أصداء واسعة ليس على مستوى الوطن فحسب، بل تصاعدت حدّته في دول شتى من العالم أجمع.
حيث أصبح التعليم عن بعد، وأصبحت المناسبات الاجتماعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مكثنا في البيوت مدة من الزمن، تقيّدت فيها أعمالنا، وتوقفت بعض الأنشطة، التزمنا ببروتوكول صحي لم يكن بالحسبان، ودّعنا أحبّة بلا لقاء وبلا رجعة، ارتفعت بعض الأسعار وتغيرت نظرتنا إليها، تغيرت رغبتنا في اقتناء بعض السلع ورافقها اختلاف لبعض المعايير المُدرجة في حياتنا اليومية، أدركنا أننا بحاجة ماسة إلى الأسرة بكل مضامينها، كل هذا وأكثر حدث في عام واحد تكفّل بكل المجريات، يبدو أن ترتيبات الله عز وجل هي الأنسب دائما.
أدركنا أنه لزاما علينا تصويب بعض الأخطاء التي وقعنا بها سابقًا، وأنه يتحتّم علينا إعادة ترتيب أولوياتنا في كل الأمور، فهي نهج حياة أساسي يلزمها العديد من البحوث والعمل الجاد، فالبنية التحتية لدينا ليست كما يجب، والعديد من القضايا المجتمعية بحاجة للدعم والمراجعات المكثفة لبناء واقع سليم لا يشوبه الخوف مما هو آت.
ونحن نودع هذا العام؛ وفي عجالة سريعة لما جرى ويجري حولنا وجب علينا تكثيف البرامج التوعوية والتثقيفية والعمل على تأهيل وتدريب فئات من الشباب حول كيفية اتخاذ كافة التدابير الوقائية اللازمة في الظروف الطارئة والتي من شأنها الحفاظ على الصحة والسلامة العامة، كما ويجب إطلاق العديد من المشاريع الصغيرة التي من شأنها دعم الفئات الصغيرة من الشباب وإيجاد فرص عمل لتشغيلهم والاستفادة ما أمكن من الكفاءات المختلفة لتمكينهم من الانخراط في سوق العمل بما يخدم المجتمع ومتطلباته الحالية لدفع عجلة الاقتصاد، والتوجه السريع إلى قطاع التعليم والعمل عليه بأسرع وقت ممكن، وخاصة مع الإبتعاد عن التعليم المباشر واتخاذ التعلم عن بعد كأداة لمواصلة العملية التعليمية، سيما أنّ المرض لم ينته بعد بل ويزداد انتشاره كما حدث في الآونة الأخيرة من انتشار سلالة جديدة (كوفيد 20)؛ لذا لا بد من الانتباه لبعض النواحي الهامة والتي من شأنها أخذ الحيطة والحذر، لندخل العام القادم 2021 وكلنا أمل بحفظ الله ورعايته.
نقول أنه عام صعب ولكنه ليس بذاك السوء؛ إذ أننا تعلمنا منه الكثير، وأدركنا فيه أشياء لم نكن لنتعلمها في سنوات طوال، حقًا "أنه أعوام كثيرة في عام"، ولكن في نهاية المطاف نحمد الله على نعمائه التي لا تعد ولا تحصى، ونسأل الله أن يحمينا وإياكم ويحفظ بلدنا الحبيب ويرفع عنّا البلاء والوباء في ظل قيادتنا الهاشمية الحكيمة.