رسالة .. الى الاشقاء غرب النهر !
12-06-2007 03:00 AM
لقد شكل الشعب الفلسطيني عبر اكثر من ستين سنة من النضال مثالا راقيا للكفاح العادل الذي لا يلين متفيئا تحت ظلال جبهة وطنية متماسكة غير قابلة للاختراق او احتضان الفتنة بالرغم من كثافة المؤمرات وتعدد طرائقها واساليبها. لقد سعت اسرائيل كجزء اساسي من استراتيجيتها لإضعاف نضال شعبكم ومنعه من استعادة حقوقه الوطنية الى اذكاء روح الفتنة وحبك المؤامرات لايقاعكم في صراع لا يبقي ولا يذر، وذلك لهدف واحد محدد وهو كسر إرادة هذا الشعب القوي واضعاف روحه المعنوية حتى يصبح بالمستطاع تمرير حلول لا تلبي مصالحه الوطنية المشروعة.لقد لاقت اسرائيل الفشل تلو الاخر في محاولاتها تلك عندما كان النضال الفلسطيني يعبر عنه بحركات شعبية مقاومة الى ان جاءت اوسلو وانشأت سلطة وطنية فلسطينية وصار من الممكن ان يكون هنالك ما تتقاتل عليه الاطراف المختلفة حيث تداخلات السلطة والمال والنفوذ السياسي والفكري والارتباطات الاقليمية والدولية وتواجد ضعاف النفوس من الانتهازيين وصيادي الفرص الساعين الى تعميق نفوذهم والاستفادة من الاجواء الناتجة عن الفوضى السياسية والاجتماعية والاقتصادية المرافقة لعملية التحول من شرعية المقاومة الى شرعية السلطة.
انه لوضع معيب حقا ان نرى مسلحيكم يتقاتلون في شوارع غزة بينما القوات الاسرائيلية تدخل الى أي حي من احياء المدن الفلسطينية مارة وسط المتقاتلين لتعتقل من تشاء وتقتل من تشاء وتدمر الاسواق التجارية وبيوت المواطنيين والبنية التحتية كما تشاء، بينما يستمر المسلحون يتقاتلون فيما بينهم على لا شيء.. لا شيء على الاطلاق. انه لأمر جلل وخطير ان نسمع خطابات عنترية من بعض قيادييكم تتوعد وترغي وتزبد وتصب الزيت على نيران الفتنة.
ان فلسطين ايها الاشقاء ليست قضية لكم وحدكم، انها وجدان الامة وقضيتها الاساسية التي تضآءلت مع الزمن كل القضايا الاخرى ازاءها، ودفعت امتنا العربية والاسلامية افدح الاثمان من ارواح ابنائها ومن متطلبات التنمية والتقدم فيها، ولا يجوز لكم تحت أي عذر او مسمى الذهاب بها هكذا بعيدا الى حافة الهاوية والدمار.
لقد آن الاوان لوقف هذه الافعال التي تقدم خدمة هائلة لعدوكم الاساسي ولا بد من الاحتكام للمنطق واحكام العقل في مواجهة اخطر اللحظات التاريخية التي تمرون بها الان، و لا بد ايضا من لجم بعض العناصر التي للاسف وجدت في الفتنة الحالية مجالا للظهور الاعلامي ولممارسة هواية الردح والشتم المتلفز.
ان على الجميع ان يدرك ان قضية فلسطين ما كان لها ان تصبح قضية دولية ذات طبيعة خاصة وملحة جلبت تعاطف الخيرين في العالم لولا ابتعادكم عن الصراع الداخلي طوال المراحل السابقة من النضال، ولولا توجيه كل اسلحتكم الى العدو الذي يغتصب ارضكم وينكل بقسوة بشعبكم.. والان - للأسف - يتفرج منتشيا على تقاتلكم في الشوارع وقتل بعضكم البعض نيابة عنه.
فالى متى.. ؟!
qatamin8@hotmail.com