التهجير اعتداء على السيادة والهوية الاردنية
نبيل غيشان
15-04-2010 05:46 AM
ثبت بالوجه القطعي أن دولة الاحتلال والعدوان"بلّعتنا " مخاوفنا الواحد تلو الاخر وحولتها الى حقائق ماثلة امام المجتمع الدولي وامام العرب حكاما وشعوبا, واستطاعت اسرائيل ان تتجاوز كل الخطوط الحمر التي وضعناها نحن العرب لانفسنا في التعامل مع الاحتلال الاسرائيلي, من دون ان تجد رد فعل عربي او دولي يجبرها كحد ادنى لانتظار العودة الى المفاوضات التي نطالب بها وحدنا.
لا نأتي بجديد إن قلنا ان قرار القيادة العسكرية الاسرائيلية بطرد وتهجير الفلسطينيين "المخالفين" من الضفة الغربية الى قطاع غزة والدول المجاورة هو نكبة جديدة للشعب الفلسطيني, فبدلا من طرد الاحتلال يقوم المحتلون بطرد السكان الاصليين من بيوتهم واراضيهم والانكى من ذلك ان اسرائيل تطرد سكانا على ارض غير خاضعة لسلطتها بموجب اتفاقية اوسلو المودعة لدى الامم المتحدة.
وفي الوقت نفسه فان القرار الاسرائيلي جريمة حرب نصت عليها كل المواثيق الدولية ويشكل مخالفة لاتفاقية جنيف الرابعة التي تحدد مسؤوليات دولة الاحتلال تجاه الشعب الواقع تحت سلطة جيش الاحتلال.
ما يجري هو تعبير واضح عن عقلية الاحتلال الاسرائيلي القائمة على التهجير والاحلال, لكنه بالنسبة للاردن اعلان حرب لا مجال لانكاره والسكوت عليه لان السكين وصلت الى الرقبة, وبات التهديد للاردن ليس كأرض ونظام فقط بل كهوية.
ويعيدنا القرار الاسرائيلي الى التذكير بقضية الاردنيين من حملة البطاقات الصفراء "تصريح احتلال - لم الشمل" الذين تضغط عليهم وزارة الداخلية من اجل تجديد تصاريحهم تحت تهديد تجميد وسحب الرقم الوطني وما لاقته الحكومة والوزارة من تجن نتيجة موقفهما القومي الداّعم لحق العودة.
وبحسب القرار الاسرائيلي فانه سيشمل تهجير عشرات الالاف ممن لم يجددوا تصاريح (لم الشمل) كونهم عادوا منذ سنوات الى بيوتهم واستقروا على ارضهم واعتبروا ان تجديد التصريح قد انتهى بعد ان سويت قضية عودتهم, والفئة الثانية التي سيشملها القرار الاشخاص الذين عادوا مع السلطة الفلسطينية وعملوا في اجهزتها من دون تسوية وضعهم القانوني, اضافة الى الاشخاص الذين دخلوا بتصاريح زيارة الى الضفة الغربية وبقوا فيها للعمل والاقامة, وهنا نعود للتذكير بالدور الوطني والقومي الذي تمارسه وزارة الداخلية في الضغط على حملة البطاقات الصفراء من اجل تجديد تصاريح الاحتلال للحفاظ على حق العودة.
والان ما العمل وكيف نرد اردنيا?
ان التذرع بسياسة ضبط النفس وعدم اعطاء العدو "مبررات" للهروب من الضغط الدولي هي مشكلة وهمية وضعها العرب لانفسهم وهي سياسة غير منتجة دوليا بل تجلب المخاطر المحلية, ولا بد من التعامل مع الواقع الجديد من خلال:
اولا- اعتبار تنفيذ القرار الاسرائيلي اعلان حرب واعتداء مباشرا على الاراضي والسيادة الاردنية وخرقا صريحا لمعاهدة وادي عربة.
ثانيا- تشديد الاجراءات على الحدود واغلاق المعابر مع الضفة الغربية المحتلة واسرائيل والتصدي لعمليات الطرد.
ثالثا- اتخاذ اجراءات دبلوماسية وقانونية تتناسب والحالة والمقصود هنا اجراء تخفيض على مستوى التمثيل الدبلوماسي مع تل ابيب او طرد السفير الاسرائيلي.
رابعا- القيام بحملة عملية مضادة بالتعاون مع السلطة الوطنية الفلسطينية والفصائل الفلسطينية بتشجيع حملة تصاريح الاحتلال (لم الشمل) بالعودة الفورية الى الاراضي الفلسطينية المحتلة -ولو بشكل مؤقت- من اجل اجبار اسرائيل على تسهيل عودتهم والتأكيد والاصرار على ممارسة حق عودة اللاجئين الى ديارهم.
خامسا- السماح للاحزاب والنقابات ومؤسسات المجتمع الاهلي كافة للتعبير عن ارائهم اسنادا لموقف الدولة.
nabil.ghishan@alarabalyawm.net
العرب اليوم