تعكف الحكومة وفق المعلومات المتاحة الى إعادة النظر بقرار الحظر الشامل ليوم الجمعة وساعات الحظر الجزئي، إذ صرحت أن قرار التخفيف من حدة الإجراءات مرتبط بالوضع الوبائي برغم عدم انتهاء خطر الجائحة الذي ما زال العالم بأسره يئن تحت وطأته، ومن المفيد التروي قبل اتخاذ أي قرار وبخاصة أن اللقاح سيصل نهاية كانون الثاني أو بداية شباط المقبل.
وكما أشارت التوقعات فإن المنحنى الوبائي بعد أن وصل ذروته خلال الفترة الماضية، بدأ يشهد انخفاضا ملحوظا لجهة الوفيات وأعداد المصابين وهذا يعود لسببين، الأول: تعاطي الحكومة بجدية عبر حزمة قرارات أعلنت عنها في وقت سابق وحتى نهاية العام الحالي، والثاني: استجابة المواطنين والتزامهم بالشروط الصحية المعلنة وبخاصة بين فئة كانت تكابر وتتنكر لوجود الوباء بدلالة قلة أعداد المخالفين، الأمر الذي ساهم بإيجاد معادلة صحية بنيت وفق معطيات عملية.
ومن المفيد جدا التذكير مرة أخرى أن خطر الجائحة وتداعياتها لا زالت موجودة، بل زادت حدتها بعد أن تم اكتشاف الفايروس المتحور الذي يمتاز بسرعة انتشاره، مما يستدعي وقفة من الجانب الرسمي وعدم التسرع في إصدار أي قرار من شأنه أن يضاعف خطر انتقال الجائحة بين صفوف المواطنين الذين بدأوا منذ فترة يتعاملون بمسؤولية عالية للحد من انتشاره.
لا نريد من الحكومة أن تقايض القرار الصحي بالوضع الاقتصادي على أهميته، وأن تُغلب صحة المواطن على أي بعد آخر، وتبني خططها وبرامجها إلى ما بعد تلقي اللقاح الذي بات وصوله على الأبواب حتى لا نرجع إلى المربع الأول.
ما من أحد ينكر حجم الأذى الذي لحق بقطاعي الاقتصاد والتعليم نتيجة إجراءات الحظر، ولكن الضرورات تبيح المحظورات، فبعض من الصبر لشهر أو شهرين أجدى وأنفع للقطاعات كافة، وبخاصة حقل التعليم الذي نجحت المجاهيد الحكومية في تحصينه عبر المنصات التي تم إطلاقها وأثبتت نجاعة بحسب المخرجات والتصريحات الرسمية مع التأكيد على أهمية عودة الطلبة إلى مدارسهم.
لقد أصابت الحكومة في استمرارها ببرنامج التعليم عن بعد في هذا الظرف الاستثنائي، وبخاصة أن المرافق الصحية لا تستوعب أعداد المصابين حال انتشار الفايروس لا قدر الله، وإجراء المقارنات بين الأردن ودول أخرى بهذا المجال في غير مكانه بكون حجم الخسائر سيفوق بالضرورة حجم المكاسب المتأتية.
"إنما النصر صبر ساعة" ونناشد الحكومة التروي في قراراتها لحين وصول العلاج الذي نأمل أن يحقق النتائج المؤملة منه ويخلص البشرية من خطر هذا الوباء.