متى ستبعث الحياة من جديد، وتزول اخبار كورونا السوداء؟ وثمة تناقص ملحوظ في اسباب القلق من تفشي كورونا واعداد الاصابات والوفيات. ومتى سنعود نرى السوبرماركت والمحلات التجارية والدكاكين والمقاهي والكافي شوبات والمطاعم تشرع ابوابها لمنتصف الليل وابعد؟ ومتى سينكف الحظر على المواطنين المحاصرين في منازلهم، ومن دق الفقر والفاقة والجوع حياتهم؟
الاخبار المتوالية عن لقاح كورونا تبعث على الاطمئنان في الاردن والعالم. وتنبئ بمسار استباقي واستشرافي يقول ان عام 2021سيكون بلا شك مختلفا، وحاملا لاخبار سارة وسعيدة، وسينتفض حتما على العام الحالي.
كلمات وجمل وعبارات بدات تتساقط من الكلام الرسمي عن الوباء. فالتفشي والانتشار اصبح من الفعل الماضي، واعداد الاصابات بتراجع يومي، ويبدو ان الفايروس سيغادر قريبا من اخبارنا اليومية.
شبح الوباء القاتم اكتسى حياة الناس ويهددهم بالجوع والتشرد. ما بعد كورونا، كيف سيضطر الناس بالعودة للحياة، يتزاورون ويتسامرون، ويكسرون من روعة ووحشة ليل الشتاء؟
سيضطر الناس الى العودة من جديد ليتعارفوا على بعض. وليكون فرحين في الملاقاة بعد كورونا بالتزام بعدم المصافحة وتجنب القبلات وهز الايدي عن بعيد، وليكون فرح وبهجة اللقاء في القلوب.
كورونا ورغم سواد وجوها اكدت ان عشق الحياة من اعظم المعاني، والشفاء الوحيد من اي عقم وداء وسقم. بالفرح والامل والحب نقاوم كورونا وغيرها ونقهرها. الفرح يقتل الاوجاع، وينسيك كل الهموم، ويغيظ الاعداء والخصوم من يتربصون ليرونك ضعيفا وعاجزا وعليلا.
ايام قليلة تفصلنا عن عام جديد. فلننسى كورونا، ونحتفل في انقشاع عام حزين وبائس ومؤلم. ونحتفل بما نستطيع سبيلا ليكون الحب والامل هما عناوين الحياة، وعناصر وادوات المقاومة الانسانية ضد كورونا، وليكونوا عناوين الشفاء في مقاومة وباء خانق.
ترحموا على زملاء واصدقاء ورفاق واقارب رحلوا. وادعوا بالشفاء للمصابين. وادعوا شاكرين لما كتب الله لعباده من رحمة. ونشكر الله صاغرين بما كتب لنا من سلامة وشفاء من كورونا.
اليوم، ومع اعياد راس السنة، ومع تراجع كورونا وانحصارها والاخبار الطيبة عن اللقاحات. نقول كل عام وانتم بخير، والانسان اقوى من الوباء، ولنقاوم الفايروس بالاحتفال والفرح والابتسامة.
للحديث اكثر من صلة.. ما دمنا نحتفل في عام فارط، وكورونا تفرقنا وتمنعنا من التلاقي. ونقول بالسلامة للجميع على امل ان نلتقي العام القادم مسلحين ومجبولين بالحب والامل والشفاء من هذا الوباء الداهم.
الدستور