في الميلاد شجرةٌ وإنارةٌ وبابا نويل ومغارةٌ ..
ومهدٌ ونجمٌ وملاكٌ وطفلٌ جميلٌ هو أميرُ السّلام
في الميلاد رعاةٌ ومجوسٌ يحملون هدايا
في الميلاد طفولةٌ وبراءةٌ وبرارةٌ وبشرى ..وأُهزوجةٌ رتّلها جوقُ السّماء الميلادِ
في الميلاد كلمةٌ يتجسّد ومحبّةٌ تتأكّد وسلامٌ يتجدّد. إنه عيدُ حبّ الله للانسان، وحبّ الإنسان للإنسان. فيه نُنشدُ تراتيلَ وتسابيح، وفيه نتلو آياتِ التّمجيدِ لله في الأعالي. فيه يُنشرُ السّلامُ في الأرضِ والمسرّة بين البشر، وفيه نحتفل نحن أصحاب الجغرافيا التي اختيرت لتتلقى اتصالاً حياً ومباشراً من سماءنا المقدسة لتظل أرضنا مساحةً للخيرِ وصنع الفرح.
من وسط كل الرموز في الميلاد، نقرأ بعيون الايمان وبقلوب من يحبون الله والانسان، المعاني التي جاء بها الحدث التلحمي وسط حالة الترقّب الممزوج بحماس المجوس الذين تبعوا الكوكب، الآتين من بلاد فارس، ومرّوا من وطنناّ في طريقهم الى بيت لحم التي سُجّلت فيها واقعة الولادة العجيبة، في هذه الجغرافيا المقدسة التي كانت وسماؤنا حاضرة في تلك الليلة، بل فيها سُمعت وما تزال تسمع أصداء الحدث العجائبي، ليتكرس دور وطننا منذ ألفي سنة وليكون وجهةً للباحثين عن الحكمة والقداسة
في الميلاد نعيش نحن الاردنيين حالة الميلاد بنسخته الأردنية.ويصبح الأردن حالةً تحملُ ميثاقيّة الحرص على أن يجمع ولا يفرق ويوحد ولا يقسم . الميلاد بمعاييره الأردنية تتداخل فيه وعنده الأمور الجميلة في فسيفساء أجمل.
*
وها هو عبدالله الثاني يهنّئ مسيحيي كل الديار المباركة، وهو ما فتئ يجمع شمل الأمة. ويجمع المسيحيين والمسلمين حوله وحول المناسبة.
في موقفٍ مهيبٍ في حضرة ملكٍ يحترم ويكرم المُقدّس ، تحضر القدس والأقصى والقيامة. فالعبور الى ذكرى العيد وحدث المهد التلحمي، يكون عبر القدس. وهي الحاضرة في خاطر الملك الوصيّ عليها والسادن الأمين الوفي لمقدساتها. والقدس عند الهاشميين ليست قضية سياسية. انها عنوانٌ ابرز في مدرسة الهاشميين وفكرهم. وهي في صلب إرثهم. أما الأردنيون الذين يلتفوّن حول عرش عبدالله الثاني، فهم أصحاب الحق في الاهتمام بالقدس، وعليهم واجب رعايتها في ظل الوصيّ الهاشمي. إنهم الأقرب مودةً وحبا لها والأكثرغيرة عليها
وفي هذا المشهد الميلادي ها هو وليّ العهد في مملكتنا العتيدة الحسين بن عبدالله الثاني يذكّر الجميع ان الدّم الأردني هو الذي سال عند اسوار القدس.
في الميلاد الأردني يكون العيد بنكهة هذا الوطن. انه عيد المسلمين كما هو للمسيحيين.
في الميلاد العيد المجيد والوطني، نتهيّب المناسبة ، فلا نتحدث الا بلهجة وطنية. ونحن في اعيادنا ، وفي كل أيامنا، لا نعشق الا اللهجة الوطنية. وهي عند الاردنيين ليست احاديثاً وحكايا وهرجاً وكلمات ينطقون بها. انها مشاعرهم وأحاسيسهم في المودة والوئام والحبّ: حب الله وحبّهم بعضهم البعض
*
ويبقى الميلاد عندنا حدثاً ايمانياً بلون أردني وببصمة هاشمية، فيه تُجمع قلوب الناس وتقرن بين طاعة السماء وخير الانسان، ليكون الأردنيون بحق، كما شهدنا في كل أعيادنا، أبناءَ سلالةِ صُنّاع السّلامِ الذين لا تسْتفزّهُم مشاهدُ الفرح، ولأنهم امتلأت قلوبُهم بالحبّ، فقد أبغضوا البغض.
أما جندنا وفرسان الحق في أجهزتنا الأمنية، فهم الذين يَنشُرون بين الناس سلاماًوارتياحاً وأماناً. وهم وسائرُ أهلنا مسلمي الوطن الذين أحبوا المسيح وأمه مريم، يُهنّئون، ويُبارِكون، ويَكتُبون بحروفَهم وباخلاقهم، ويَنسجون السّرورَ في النفوس. فترتاحُ لِسماعِ أصواتِهم كلُّ الآذان، وكلُّ الأنفاسِ التي أنهَكها القلق الكوروني.
هذه مصافحةٌ وتحيةٌ ميلاديّة ورسالةُ شكر للملك الغالي رائد الوئام وولي عهده ، ولكل صاحبِ كلمةٍ ودعوةٍ للخير.
وأوّلُ وآخرُ دعوانا : المجدُ لله في العُلى وعلى الارضِ ولوطني كلّ السّلام وفي النّاس المسرّة.
ميلاد مجيد يا أردن