يحصل في كل الحكومات, وفي الحكومة الحالية بشكل خاص, أن يكون فيها وزراء أو مسؤولون كبار يظهرون مرتبكين أو غير مجيدين لعملهم أو لا يمتلكون الحساسية الكافية تجاه ما يعلنونه من مواقف, وهو ما يقود إلى إحراج رسمي ملحوظ.
بحكم تقاليد الإدارة السياسية في البلد لا تجري محاسبة هؤلاء أو إبعادهم عن مواقعهم أو استقالتهم وغير ذلك من ممارسات تجري في البلدان الديمقراطية "التقليدية" التي لم تتوصل إلى الصيغة الأردنية الخاصة من الديمقراطية حيث تحرص الحكومات على الصمود أمام الرأي العام وتبدي تماسكاً عالياً بمواجهة الموقف الشعبي مهما كان نوع الخلل في الأداء. ومع الزمن استوعب الجميع هذه المعادلة وأصبح الموقف مفهوماً ومستوعباً, وقبل المجتمع بهذه التقاليد السياسية المحلية.
لدي اقتراح ودّي ومبني على القاعدة المعروفة: "لا يموت الذيب ولا تفنى الغنم", فهو من جهة يريح الحكومة من بعض الحرج الناتج عن مواقف بعض وزرائها, ومن جهة أخرى يحافظ على التقاليد الأردنية في الإدارة المحلية بل إنه أصلاً يستند إلى ممارسة شعبية عريقة وشهيرة, هذه الممارسة تقوم على فكرة "ظَبْ" مصدر الفضائح أي إبعاده عن أنظار الناس. وهو ما يحصل على المستوى الشعبي, فعندما يكون في قرية ما أو أسرة ما شخص يتسبب لها بالإحراج في حالة إفصاحه عن مواقفه أمام الناس فإن الدعوات تنطلق من "العقّال" فيهم بخصوص هذا الشخص تقول: "ظُبوه".
يوجد في الحكومة الحالية أكثر من وزير يمكن لها أن "تظبهم", وهي بذلك تتمكن من مواصلة صمودها أمام الناس وفي الوقت ذاته تتخلص من الحرج الناتج عن أداء "جماعتها".
العرب اليوم