الفساد المتحور في بلاد العرب
المهندس مؤيد الحياري
27-12-2020 02:45 AM
إنه أشد فتكا و أذى من كورونا فليس له علاج فعال ولا لقاح ناجع بل على العكس لم تستطع معامل البحث العلمية على إمتداد العصور وفي أقصى الارض و أدناها أن تمنع تكاثره و إنتقاله عبر الأجيال إنه عصي على الفهم ، فلم تقوَ العقول على تحليل (dna ) خاصته ولا يوجد فحص في العالم يحدد الأحماض الأمينيه التي يحملها يستبين كيفية تتطوره و تكاثره، لكنه معلوم على ما يتغذى ،نعم يتغذى على الأموال والأنفس والثمرات ووينتشر في بلاد اللاعدل .
يتحور عبر سلالات كبيره وكثيره يلتصق بخلايا الأوطان الجذعيه وينخر عظامها ويجلط دماء الاقتصادات ويهتك رئاتها فليس ينفع معه جهاز تنفس صناعي ولا عناية حثيثة ولا حتى عناية حرجه.
لقد سلب الأوطان العافيه ونزع من وجهها الدماء حتى أصبحت مجعدةٌ شاحبة عبوسا ألهبها الجوع والفقر والعوز
كيف لا وهو يحل ويحتل مكان بعضه في المواقع والمراتع فلم يزدنا إلا خواءاً. فلم يأت على شيء إلا وقد جعله بوراً كأنما حل بالخضراء الجراد .
لا مجالس طارئه تعقد ولا مؤتمرات إعلاميه تنصب على وجه السرعه تحدد عدد المصابين والمتعافين والوفيات، ولايوجد مستشفى ميداني يبنى في أيام معدودات يستقبل الضحايا والمخالطين فهو لا يظهر في تقرير حالة البلاد والعباد .
كم كلفته وكم فترة حضانته او آليات التعامل معه ، فهل الحضر الكلي او الجزئي او الذكي يمكن أن يحد من فضاعته ، و كيف سبل الوقايه منه فهل تكفي المعقمات أو الكمامات من إيقافه أم أن العزل المؤسسي والتباعد يمكن لنا أن نرجئهُ إلى حين ميسره.
اليوم لا نقول لا تعينوا ابناء الذوات في المناصب العليا لكننا نقول أمهلونا قليلا حتى نتعافى من جائحة الفساد ونأخذ قليلا من التنهيدات على بقايا أوجاع وفزع.